بقلم : منية محمود
من طبرقة
متابعة عبدالله القطاري من تونس
نَسِيرُ، وَالعُمْرُ يَنْقُشُنَا كَشِعْرٍ عَلَى الرِّيحِ،
نَتَنَاثَرُ مِثْلَ مَقْطُوعَةٍ نَسِيَتْ نِصْفَ صَوْتِهَا،
وَنَرْكُضُ خَلْفَ أَمْسٍ يَتَسَلَّلُ مِنْ أَصَابِعِ الرُّوحِ.
تَنْتَحِرُ الأَمَانِي عَلَى أَعْتَابِ النَّدَمِ،
وَيَبْقَى فِي أَعْمَاقِنَا وَمِيضُ حُلْمٍ يَتَصَنَّعُ الحَيَاةَ،
نَكْبُرُ، لَا فِي العُمْرِ، بَلْ فِي الحِكْمَةِ الَّتِي
تَنْقُشُهَا الخُسَارَاتُ عَلَى جِدَارِ النَّفْسِ.
نَسْتَيْقِظُ عَلَى غُبَارِ الذَّاكِرَةِ،
نَلْتَقِطُ صُوَرًا كَانَتْ تَضْحَكُ فِينَا،
نَرُمِّمُ أَثَرَ خُطَانَا عَلَى رَمْلِ الزَّمَنِ،
وَنُصَالِحُ مَآسِينَا بِقَلِيلٍ مِنَ النُّورِ.
فِي النِّهَايَةِ،
لَا نَطْلُبُ كَثِيرًا:
بَسْمَةً تَفُكُّ ضِفَّةَ الوَجَعِ،
وَخَيْرًا يُخْفِي خَجَلَ الأَيَّامِ،
وَأَمَلًا يَزْرَعُ نَجْمَةً فِي اللَّيْلِ وَيَرْحَلُ…
مقتبس من ديواني : حين يهمس الوجع
