“الساحر المصري” ينقذ طبيبة من بنغلاديش بعد فشل الأطباء في علاجها

د/ حمدان محمد
في لفتة إنسانية وعلمية استثنائية، نجح الجراح المصري العالمي الدكتور كريم أبو المجد، رئيس قسم جراحات الجهاز الهضمي وزراعة الأمعاء بمستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، في إنقاذ حياة طبيبة من بنغلاديش تدعى شارمن، بعد أن عانت طويلًا من آلام مبرحة في البطن، وفشل أطباء بلدها في علاجها.
رحلة البحث عن الأمل
شارمن، وهي طبيبة، حاولت بكل السبل إيجاد علاج لحالتها، إلا أن جميع المحاولات داخل بلدها باءت بالفشل. وبحكم مهنتها، لجأت إلى الإنترنت للبحث عن الأطباء المتخصصين في الحالات النادرة، حتى وصلت إلى الدكتور كريم أبو المجد، المعروف بلقب “الساحر المصري” نظرًا لبراعته في إجراء الجراحات الدقيقة والمعقدة.
وبعد أن أرسلت له تقاريرها الطبية والأشعة، أكد لها أنها بحاجة إلى جراحة نادرة لإعادة ترتيب الأمعاء الدقيقة، وأنه مستعد لإجراء الجراحة لها دون أي مقابل. إلا أن المشكلة الكبرى كانت في تكاليف المستشفى الأمريكي، والتي تتجاوز 500 ألف دولار، وهو مبلغ يفوق إمكانياتها بكثير، بل إنها لم تكن تملك حتى ثمن تذكرة السفر.
قرار إنساني في قلب القاهرة
لم يتردد الدكتور كريم أبو المجد لحظة، وقرر أن يجري لها الجراحة مجانًا في مستشفى القصر العيني بالقاهرة، أعرق المؤسسات الطبية في مصر. ولأن العلم رسالة، اشترط أن يحضر الجراحة عدد من الأطباء المصريين ليتعلموا هذا النوع من العمليات النادرة، حتى تعم الفائدة على المرضى في مصر والمنطقة.
نجاح العملية.. وابتسامة النجاة
وتمت الجراحة بنجاح، واستعادت شارمن صحتها بعد معاناة طويلة. وانتشرت صورة لها مع الدكتور كريم أبو المجد بعد نجاح العملية، لتعكس لحظة انتصار جديدة للطب المصري، الذي لا يزال قادرًا على تحقيق المعجزات.
مصر.. قلعة الطب في العالم العربي
فهذه القصة ليست مجرد عملية جراحية ناجحة، بل هي شهادة جديدة على قدرة مصر الطبية، واحتضانها للإنسانية دون تفرقة. ويظل القصر العيني صرحًا شامخًا للعلم والطب، يفتح أبوابه لكل محتاج، ويؤكد أن مصر ليست فقط مهد الحضارة، بل أيضًا قبلة الطب والعلم والإنسانية.