بقلم إيمان دويدار
حين تضيق بنا الدنيا، وتتشابك الأحداث، ويغيب عنا سبب ما نمرّ به، يبقى في قلب المؤمن يقين لا ينطفئ، وهو قوله: (فعال لما يريد) ليست مجرد عبارة نرددها، بل عقيدة راسخة تنبع من الإيمان بالله وحسن الظن بتدبيره.
فالله سبحانه وتعالى ارحم العبد من الام بولدها وإن خفيت حكمته عن عقولنا القاصرة. قد يأتي الخير في صورة ابتلاء، مثل إمراةحملت وسهرت الليالي واحتملت التعب والخوف حتي وهبها الله اطفالآ كانوا نور عينيها وسبب صبرها وفرحة عمرها احتضنتهم وكأنها تحضن الحياه وكأنها مالكه العالم بأكمله وربطت قلبها بضحكاتهم وأنفاسهم الصغيره لكن بعد شهور قليله جاء الفراق ومات اولادها فجأه ولم تقل (الا انا لله وإنا اليه راجعون) ثم (فعال لما يريد)أو تأخير في مال أو عمل ، أو قلة مال وهذا ليس حرمان من الله ولكن الأرزاق بيد الله يقسمها بحكمة لا يحيط بها أحد لقوله تعالي
(والله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له)
واخر لم يرزق الصحه فكانا مرضه بابآ للأجر ومغفرة للذنوب ورفع درجات وخلف ذلك لطف إلهي لا يراه إلا من وثق بربه. قال تعالى:
﴿وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
كم من أمر ظننّاه شرًا، ثم اكتشفنا بعد حين أنه باب نجاة، وكم من دعوة لم تُستجب في وقتها، فحُفظنا بها من ضررٍ لم نكن نعلمه. المؤمن الحق يعلم أن الله أرحم به من نفسه، فيسلم أمره إليه، ويردد بقلب مطمئن: (فعال لما يريد)
وحسن الظن بالله والرضا بقضاءه عبادة عظيمة، تزرع الطمأنينة في النفس، وتمنح القلب سكينة وسط العواصف. فمن أحسن الظن بربه، وجده عند ظنه، وأبدل خوفه أمنًا، وحزنه فرجًا، وضيقَه سعة.
فلنعتد أن نقول عند كل أمرٍ يُحيرنا: (فعال لما يريد )ولنجعلها يقينًا لا شكًا، وثقة لا ترددًا، فالله لا يخيّب من أحسن به الظن ورضي بقضاءه ولا يضيع من فوض أمره إليه. واعلم أن الله اذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون
