ديني

الهدهد: رسول السماء وحكيم الطير

أحمد حسني القاضي الأنصاري

يُعدّ طائر الهدهد من الطيور الفريدة التي حازت مكانةً متميزة في التراث الإنساني والديني، لما يتميّز به من صفاتٍ فريدة، وشكلٍ مميز، ودورٍ بارز في القصص الدينية، لا سيما في القرآن الكريم.

الخصائص الشكلية والسلوكية

يتميّز الهدهد بريشه الزاهي، وتاجه الجميل الذي يُشبه التاج الملكي، ويتكوَّن من ريش طويل بنيّ مخطّط بالسواد، يرفعه عند الشعور بالخطر أو الحماسة. كما أن منقاره الطويل المنحني يساعده على التقاط الحشرات والديدان من باطن الأرض، وهو غذاؤه المفضل.

يتسم الهدهد بالذكاء والقدرة على الطيران لمسافات طويلة، ويعيش غالبًا في المناطق الدافئة، خصوصًا في إفريقيا وآسيا وجنوب أوروبا. ويُنشئ أعشاشه في تجاويف الأشجار أو الثقوب الصخرية.

الهدهد في القرآن الكريم

ورد ذكر الهدهد في قصة نبي الله سليمان عليه السلام، حين غاب عن مجلسه، ثم عاد بخبر عظيم. قال تعالى:
«فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ» [النمل: 22].
لقد كان الهدهد سببًا في إسلام ملكة سبأ وقومها، حين حمل رسالة التوحيد من نبي الله إلى قوم يعبدون الشمس، فكان رسولًا يحمل الحق ويبلغ الدعوة.

الهدهد في الثقافة الشعبية

يحظى الهدهد بمكانة محببة في المخيال الشعبي، إذ يُنظر إليه كرمزٍ للذكاء والبصيرة. ويُقال في بعض الأمثال: “أذكى من هدهد”، إشارة إلى فطنته وسرعة ملاحظته.

يبقى الهدهد طائرًا ملهمًا، يجمع بين الجمال والحكمة، وبين الرسالة والطبيعة. فهو ليس مجرد طائر، بل رمز للمعرفة والتبليغ، وحلقة وصل بين الأرض والسماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى