القصة الحقيقية وراء فيلم بئر الخيانة
حموده امين حسين
في إحدى قرى محافظة الشرقية، وُلد رجب عبد المعطي ونشأ وسط الفقر والمعاناة، حلم بالخروج من عالمه الضيق إلى أفق أوسع يحقق فيه ذاته. ورغم ذكائه الفطري، لم يسعفه الحظ في التعليم، فترك المدرسة مبكرًا وعاش حياة متقلبة بين وظائف بسيطة لا تكاد تكفي قوت يومه.
مرت السنوات، وجاءت نكسة 1967 لتحطم ما تبقى من الأمل لدى كثير من الشباب المصري، وكان رجب واحدًا منهم. لم يشعر بالانتماء الحقيقي، ولم يُدرك حجم الكارثة التي ألمّت بوطنه. بل بدأ يرى في السفر حلمًا للخلاص، حتى جاءته الفرصة للذهاب إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا.
سافر رجب إلى فرنسا، ثم استقر في ألمانيا الغربية، وهناك بدأت مأساته الحقيقية. فبين ليالٍ باردة ونفوسٍ غريبة، وجد نفسه ضائعًا لا يملك حتى ثمن رغيف الخبز. وهناك التقطه “الصياد” الإسرائيلي، والذي قدّمه إلى الموساد كفريسة سهلة. طُرحت عليه فكرة العمل لحساب إسرائيل، وأغراه المال والنفوذ، ولم يكن يحتاج إلى كثير من الإقناع.
وافق رجب على خيانة وطنه، وبدأ تدريبه في أوروبا، ثم أُرسل إلى تل أبيب لتلقي المزيد من التأهيل. خضع لتدريبات شاقة في الرصد والتخفي والتصوير، وتعلّم كيفية زرع أجهزة تجسس، بل وتلقى محاضرات لفهم سيكولوجية المصريين حتى يستطيع خداعهم.
لكن ما لم يدركه رجب أن الدولة المصرية، بعينها الساهرة، كانت له بالمرصاد.