بقلم: عبد الله القطاري الهوارية – تونس
البيّاز المرحوم محمّد حفيّظ الملقّب ب “ولد صالحة” مولود بالهوّارية مملكة الطّيور والنّسور .
شغل مع أخيه المرحوم عزوز الدخلي المقاول بالشركة التونسية للكهرباء والغاز يقوم بتركيب العدّادات والأعمدة ويربطها بأسلاك كهربائية وهو أيضا ببلدية الهوارية وبطنّارة سيدي داود لصيد التنّ وهوايته القبض على طيور السّاف والبرني بجبل الهوارية وترويضها والصّيد بها وكان يصطحب معه ابنه ليعلّمه فنون الصّيد والمغامرات…….
ومن بين نوادر البيّاز المرحوم محمّد شهر “ولد صالحة “و شغفه و ولعه بفنّ البيزرة أنّه اصطحب ابنه ذا الخمس سنوات معه لصيد السّاف بواسطة” الجيّابة” وهي شبكة متحركة بجبل” التّلاية” و تحديدا بمنصب “الفلاّتة “ذات صباح من عام 1978 و بعد تجهيز المنصب من “تزريب” و نصب “الجيابة ” وربط طيور “الزّرّيص “وهي عصافير يقع مسكها في فصل الخريف بواسطة” القلّابه” وهذا النّوع من العصافير لا تخاف من الطّيور الجوارح فعندما يحرّكها بوسيلة” المحراك” فإنّها تحاول التّحليق وعندما يلمحها طائر السّاف ينقضّ عليها كالسّهم فيقع في الشبكة المتحرّكة.
جلس البيّاز محمد حفيظ متخفيا على حجارة ” وسط “الڨرُوشة” و بجانبه ابنه الصّغير منتظرا قدوم طائر السّاف من بعيد و في لحظة لمحه فتسمّرفي مكانه وركّز نظره متّبعا اتّجاهه
و قال لابنه : “هاهو أمامنا، إبق هادئا سنقبض عليه ونعود به إلى المنزل”. وفجأة يغيّر الطّائر وجهته….. فتساءل عن سبب ذلك ثمّ التفت باحثا عن ابنه و إذا به خارج المخبإ باحثا بعينيه في السّماء عن طائر السّاف فأخذ الأب حجرا وضرب به رأسه و قال “أنا المخطئ ليتني أمسكت ابني بين ساقي كي لا يتحرّك فهو صغير و لا يدري”.وهكذا عدت إلى المنزل بخفّي حنين.
رحم اللّه البيّاز محمد حفيظ رحمة واسعة لقد بقي منقوشا في ذاكرة سجلّ البيزرة بالهوارية.
(صورة للبيّازين المرحومين محمد حفيظ وسويسي المولدي)
