مازن السيد
في واقعة إنسانية تهز القلب وتؤكد أن الأم هي المعنى الحقيقي للوفاء والتضحية، أمّ صينية تبلغ من العمر 90 عامًا قضت السنوات الماضية تدرس القانون بمفردها، فقط لتتمكن من الدفاع عن ابنها الذي تم القبض عليه بتهمة الابتزاز وهو في سن السابعة والخمسين.
رغم كبر سنها وضعف بصرها، رفضت الأم أن تستسلم أو تنتظر مساعدة من أحد. لم تلجأ لمحامٍ، ولم تطلب دعمًا من قريب أو بعيد. جلست بين الكتب والمجلدات القانونية تُقلّب الصفحات بعدسة مكبّرة، تسعى لأن تفهم القوانين وتعرف كيف تحمي ابنها بنفسها.
تقول القصة إن ابنها لم يجد من يقف بجانبه في المحكمة، لا زوجة ولا أبناء ولا أصدقاء. لكن حين دخلت والدته القاعة، بدت كأنها جدار الدفاع الأخير في وجه العالم كله. وقفت بشموخها رغم التجاعيد واهتزاز اليدين، وقالت أمام القاضي:
“يجب أن أقف بجانبه مهما كلفني الأمر.”
كلمات بسيطة، لكنها تختصر تاريخ الإنسانية كله في مشهد واحد. فمهما تغيّر الزمن، ومهما ابتعد الأبناء أو اختلفت الظروف، يبقى حب الأم هو الثابت الوحيد، القوة التي لا تنكسر، والنور الذي لا ينطفئ.
هذه القصة ليست مجرد حكاية عن قانون وعدالة، بل عن حب نادر لا يُشترى ولا يُباع. إنها تذكير لنا جميعًا أن لا أحد في هذا العالم يمكن أن يحبك بصدق مثل أمك، ولا أحد سيقف في صفك حتى النهاية مثلها.
