2K
بقلم: دارين محمود
وهل للقوة قوة لكي نقوى عليها؟
في هزياننا نحتاج قوة لا نعتزمها ولا نحاول تواجدها.
العيش في الهذيان يتعمقنا وكأنه هو المراد
، أما القوة فلا تكفي، بل هي قيدٌ آخر، يشدّنا إلى يقظةٍ لا نطيقها. القوة تقتضي المواجهة، وتطلب الوضوح، وهي تناهض ذلك المراد الهش الذي وجدناه في ضباب الأفكار. نحن نخشى أن نكون أقوياء، لا لأننا نحب الضعف،
بل لأن ثمن القوة هو رؤية الحقيقة التي هربنا منها إلى هذا الهذيان المريح. القوة الحقيقية ليست في عضلات الروح، بل في قدرتنا على احتمال غيابها، وتقبّل أن هذا الضعف هو وجهنا الآخر الذي لا يزول. القوة ليست غاية، بل هي جسرٌ إلى عُزلةٍ أخرى، ففي الهذيان سلام زائف، ومن يوقظه منا؟ كأننا نبحث عن قوة تمنحنا حق البقاء في ضعفنا، قوة تُشرّع الهذيان، قوة تُلغي الحاجة إلى القوة… وهذا هو المستحيل المرغوب.
