كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
التعب الدائم بين المراهقين لم يعد مجرد شكوى عابرة، بل أصبح ظاهرة متزايدة ترتبط بضغوط الحياة الحديثة، ومتطلبات الدراسة، وقلة النوم، والتغيرات الهرمونية. ورغم أن الإرهاق جزء طبيعي من النمو، فإن الشعور المتكرر والمستمر بالتعب قد يكون رسالة مهمة من الجسم تحتاج إلى فهم وتحليل.
تحديات النوم: العوامل البيولوجية والسلوكية
نقص النوم: السبب الأكثر شيوعًا
يحتاج المراهقون عادة إلى 8–10 ساعات نوم يوميًا، لكن أغلبهم يحصل على أقل من ذلك بسبب:
عوامل سلوكية: السهر الطويل لاستخدام الهاتف أو الألعاب، والواجبات المدرسية المتأخرة.
العوامل النفسية: القلق والتفكير المفرط قبل النوم يعيقان الوصول إلى النوم العميق.
اضطراب الساعة البيولوجية
خلال المراهقة، يتأخر إفراز هرمون الميلاتونين الطبيعي، مما يجعل النوم قبل الساعة 11 مساءً صعبًا. النتيجة: صعوبة الاستيقاظ صباحًا حتى مع ساعات نوم كافية نسبيًا.
الوقود الخاطئ: التغذية والجفاف
التغذية غير المتوازنة
الجسم في مرحلة النمو يحتاج إلى عناصر غذائية أساسية، ونقصها يؤدي إلى انخفاض سريع في الطاقة:
الحديد: نقصه يقلل قدرة الدم على حمل الأكسجين.
فيتامين د: ضروري للطاقة والصحة العقلية.
فيتامينات ب والمغنيسيوم: تساعد على تحويل الطعام إلى طاقة.
الجفاف الخفي
قلة شرب الماء تؤثر على التركيز والمزاج والقوة البدنية. استبدال الماء بالمشروبات الغازية أو العصائر السكرية يزيد من تقلبات الطاقة.
ضغط النمو ونمط الحياة
النمو السريع
العظام والعضلات تتطور، والهرمونات تتقلب، مما يستهلك طاقة كبيرة وقد يسبب إرهاقًا فسيولوجيًا طبيعيًا.
الضغوط الدراسية والنفسية
التوتر والقلق يضغطان على الجهاز العصبي ويستهلكان جزءًا من الطاقة، ويظهر الإرهاق على شكل:
قلة تركيز
نوم متقطع
شعور بثقل وكسل
قلة الحركة والخمول
النشاط البدني المنتظم ينشط الدورة الدموية ويحسن المزاج والنوم. الجلوس الطويل يزيد من الشعور بالإرهاق.
علامات تستدعي الانتباه
هذه العلامات تشير إلى ضرورة تقييم الوضع:
إرهاق يستمر أسابيع دون تحسن.
نوم طويل دون شعور بالراحة.
تقلب مزاجي وسرعة الانفعال.
صداع متكرر أو دوار.
تغير واضح في الشهية أو فقدان الوزن.
في هذه الحالات، يُنصح بمراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من عدم وجود أسباب طبية كامنة.
