بقلم/ بسمله السيد
يعيش الإنسان في صراع داخلي دائم بين العقل والقلب، الخير والشر، الحق والباطل، الصواب والخطأ، النور والظلام. يحدث تضارب بين الرغبات والقيم ، هذا الصراع ليس مجرد فكرة فلسفية بل هو واقع نعيشه ويواجهه كل فرد منا في قراراته الصغيرة والكبيرة . في لحظات الضعف نميل لما يريح أنفسنا حتى وإن كان خطأ ، نعيش في مواجهة الرغبات والأفكار والمعتقدات المتضاربة داخل النفس البشرية؛ مما يسبب لنا الإضطراب والقلق وصعوبة في اتخاذ القرارات.
منذ الأزل، وفي التراث الإسلامي يُشار الي هذا الصراع النفسي بــ “جهاد النفس” وهو جهاد النفس ضد شهواتها وهواها، كما ورد في الحديث النبوي الشريف قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” :(المُجاهدُ من جَاهدَ نفسَه في سبيلِ الله) .
في حياتنا اليومية يتجلى هذا الصراع في العديد من المواقف الحياتية ؛ حين نقف أمام خيارين متضاربين كالصبر على الظلم او الرد بالمثل، فالنور يدعوك إلى العفو والتسامح والظلام يدفعك نحو الانتقام والغضب.
هذا الصراع ليس ضعفًا، بل هو دليل على حيوية النفس البشرية وقدرتها على الاختيار واتخاذ القرار لكون الإنسان كائن حر، فالإنسان ليس آلة متحكمًا بها بل هو مسئول عن افعاله وقراراته.
في علم النفس وصف العالم فرويد مؤسس التحليل النفسي هذا الصراع بأنه تضارب بين “الأنا” (Ego) و”الأنا العليا”(Superego) اي بين الجزء الواعي العقلاني الذي يريد توازنًا مريحًا والجزء الأخلاقي المثالي الذي يمثل الضمير الصارم الذي يسعى للكمال .
للفوز بهذه المعركة الداخلية يحتاج الإنسان لأساليب وأدوات قوية والتي تتمثل في الآتي :
١. الإيمان بالله.
٢. زيادة الوعي الذاتي عبر التأمل والكتابة.
٣. تحديد قيمك وأولوياتك.
٤. طلب الدعم من ثقات أو متخصصين.
٥. ممارسة ضبط المشاعر والتنفس.
٦. التركيز على الحلول وتحديد أهداف واضحة.
٧. التعاطف مع الذات وتقبل أن الصراع جزء من النمو.
٨. الالتزام بالتغيير التدريجي.
في النهاية انتصار الحق على الباطل هو الطريق إلي السلام النفسي الداخلي والوصول إلي حياة سوية هادفة، الصراع الداخلي هو خطوة نحو نور اكبر، جهاد النفس هو أعظم انتصار للإنسان على نفسه الأمارة بالسوء؛ لذلك فعلينا جميعا أن نجهاد أنفسنا؛ لنتحلى بسلام نفسي داخلي ورضا نفسي مما يعلو من شأننا أمام أنفسنا، ثم أمام الآخرين .
