م. جيهان بشير ابوكبدة
ليست المساحة الواسعة هي سرّ المنزل الجميل، بل الطريقة التي نُحسن بها استغلال كل زاوية فيه. فالشقق الصغيرة، على عكس ما يظنه البعض، تمنح أصحابها فرصة ذهبية للإبداع، حيث يصبح الاختيار الذكي للأثاث وتوزيع الضوء وتناسق الألوان أدوات حقيقية لخلق شعور بالاتساع والراحة.
قاعدة «الأثاث المرفوع»: دع الأرضية تتنفس
عند اختيار الأثاث، تجنّب القطع الضخمة الملاصقة للأرض. فالكنبات والكراسي ذات الأرجل الظاهرة تتيح للعين رؤية الأرضية أسفلها، مما يمنح الغرفة إحساساً بصرياً بالاتساع والانسيابية.
كلما زادت المساحة المرئية من الأرض، بدا المكان أكبر وأكثر راحة، حتى وإن كانت أبعاده الحقيقية محدودة.
سحر المرايا وتوزيع الضوء
المرآة ليست مجرد عنصر جمالي، بل أداة ذكية لتوسيع المساحة بصرياً. وضع مرآة كبيرة مقابل النافذة مباشرة يساعد على مضاعفة الضوء الطبيعي داخل الغرفة، ويخلق عمقاً وهمياً للجدار، وكأن هناك امتداداً جديداً للمكان.
الضوء الطبيعي، عندما ينعكس جيداً، يجعل المساحات الصغيرة أكثر إشراقاً ودفئاً.
الأثاث متعدد الوظائف: كل قطعة لها أكثر من دور
في الشقق الصغيرة، لا مجال للأثاث أحادي الاستخدام. السرير المزود بأدراج تخزين سفلية يوفر مساحة مثالية لترتيب الملابس أو الأغراض الموسمية.
أما طاولة القهوة القابلة للرفع، فتتحول بسهولة إلى مكتب عمل أو طاولة طعام صغيرة.
ولا ننسى «البوف»، الذي يمكن استخدامه كمقعد إضافي، أو طاولة جانبية، أو حتى مساحة تخزين خفية، مما يجعله قطعة ذكية بامتياز.
استغلال الارتفاع: فكّر عمودياً لا أفقياً
بدلاً من الاعتماد على أرفف عريضة تستهلك مساحة من الأرض، يُفضل استخدام أرفف تمتد عمودياً حتى السقف. هذا الأسلوب لا يزيد من مساحة التخزين فحسب، بل يعطي إيحاءً بارتفاع الغرفة.
كما يُنصح بتعليق الستائر من أعلى نقطة في الجدار، بالقرب من السقف، وليس مباشرة فوق النافذة، لأن هذا التفصيل البسيط يضفي إحساساً بطول الجدران واتساع المكان.
لوحة الألوان المونوكروم: وحدة تُوسّع المكان
اختيار درجات متقاربة من لون واحد، مثل البيج أو الرمادي الفاتح أو الأبيض السكري، يساعد على إزالة الفواصل البصرية بين الجدران والأثاث.
عندما تبدو العناصر منسجمة لونياً، يشعر العقل بأن المكان وحدة واحدة متصلة، مما يخلق إحساساً بالاتساع والهدوء البصري، وهو أمر بالغ الأهمية في المساحات الصغيرة.
