حوادث وقضايا

كارثة أخلاقية في مدرسة قومية 6 أكتوبر: طالبة تمزق وجه زميلتها بـ 27 غرزة بسبب شاب!

د/حمدان محمد 
في واقعة صادمة تعكس تدهور القيم الأخلاقية داخل المؤسسات التعليمية، شهدت إحدى المدارس القومية في مدينة 6 أكتوبر جريمة عنف غير مسبوقة، حيث أقدمت طالبة على تمزيق وجه زميلتها داخل حمام المدرسة، ما أسفر عن إصابتها بجروح غائرة استدعت 27 غرزة لعلاجها.
وبحسب شهود عيان، نشب شجار بين ثلاث طالبات بسبب خلافات تتعلق بعلاقة عاطفية مع شاب، ليتحول الخلاف سريعًا إلى اعتداء وحشي داخل حمام المدرسة، حيث قامت إحدى الطالبات باستخدام آلة حادة لتمزيق وجه زميلتها، متسببةً في إصابتها بجروح خطيرة.
وعليه تم إبلاغ إدارة المدرسة بالواقعة، التي بدورها استدعت الشرطة وحررت محضرًا رسميًا بالحادث، فيما تم نقل الطالبة المصابة إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وهذه الحادثة المأساوية تفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول غياب الدور التربوي في المؤسسات التعليمية، إذ أصبح العنف والبلطجة ظاهرة تهدد أمن وسلامة الطلاب داخل المدارس. فبدلًا من أن تكون المدارس بيئة آمنة للتعليم والتنشئة السليمة، باتت ساحة للصراعات الشخصية والخلافات العاطفية التي تصل إلى حد إلحاق الأذى الجسدي.
ولكن !!!!!!
أين دور الأسرة والمدرسة؟
من الواضح أن غياب الرقابة الأسرية، وضعف الدور التربوي للمدرسة، وانعدام الوعي بأخلاقيات التعامل بين الطلاب، كلها عوامل ساهمت في تفشي مثل هذه السلوكيات الخطيرة. وهنا يأتي السؤال: هل أصبح التعليم في بلادنا مجرد تلقين للمناهج دون غرس القيم والمبادئ؟
وإن هذه الحادثة يجب أن تكون جرس إنذار للمجتمع بأسره، لضرورة إعادة النظر في دور الأسرة والمدرسة في تربية الأبناء، وتعليمهم أسس الاحترام والتسامح بدلاً من العنف والانتقام. فالتعليم وحده لا يكفي، إن لم يكن مصحوبًا بالتربية والقيم الأخلاقية.
كما يطالب أولياء الأمور بفتح تحقيق شامل في الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتورطين، مع ضرورة تشديد الرقابة داخل المدارس لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
ولا بد من وقفة مجتمعية جادة لمواجهة هذا الانحدار الأخلاقي، فالمجتمع الذي يهمل تربية أبنائه، سيحصد أجيالًا لا تعرف سوى العنف كوسيلة لحل الخلافات. التربية ثم التربية ثم التربية.. قبل أن نفكر في التعليم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى