الصيام والصحة النفسية

كتبت/ رانده حسن
شعورنا يتغير داخليا من الإحساس بالفقراء والمحرومين والمساكين والمحتاجين واليتامى الذين لا بجدون من يساعدهم.
نشعر ونلمس الرحمة والعطف عليهم لإحساسنا بهم ، الإحساس المؤقت خلال الصيام فقط ، لكن هذه هى حياتهم الدائمة ، التى يتمنون تغييرها ذات يوم .
من خلال هذا الشعور ، نستطيع تهذيب النفس
وجعلها تشعر روحيا وخلقيا بالغير فلا تمن عليهم بالخير الذى يقومون به ، ولا يشعروا بأنهم أفضل منهم ، ولكن يشعرون بالمسؤولية تجاههم والعمل على مساعدتهم.
فالجوع والعطش إحساس جسدى علاجه الطعام والشراب ، بينما الروح (الذات) العلاج المعنوى للنفس البشرية الشحن الطاقى الروحى من خلال العبادات والمعاملات والطاعات لله والعطف والحنان على من هم أقل فى المستوى المادى .
قراءة القرآن الكريم والعمل به وإتباع السنة النبوية الشريفة ، تقوم بمراجعة الأفكار والرؤى للتواصل مع المنقطعين ، صلة الرحم ،عمل الخير ، إخراج الزكاة والصدقات ، مساعدة محروم أو محتاج ، فك كروبات ، كل تلك المساعدات لا تساعد غيرك ،بل تساعد نفسك على تغييرها إلى الأفضل الشعور بالإنسانية بغيرك ، أن تؤثر على نفسك وتفضل عليها المحتاجين ، الوصول إلى التوازن بين الحياة العملية الحياتية اليومية والحياة الروحية والأخلاقية والدينية من خلال التعاملات وتنفيذ لأوامر الدين ثم الاخلاق.
إذا راجعنا التاريخ نجد معظم الإنتصارات حدثت فى رمضان قديما حدثت غزوة بدر فى السابع عشر من شهر رمضان ، وبالعهد القريب إنتصار حرب اكتوبر في العاشر من رمضان .
فلم يؤثر الصيام على القوة البدنية والنفسية والعقلية على الإنسان وليس أى شخص بل الشخص المحارب الذى يحتاج لكامل طاقته الإنتاجية والخدمية والعسكرية والأمنية بل كان دافع أن يقوم بهذا الدور بل فخر واعتزاز بل كان بتمنى أن يلاقى ربه وهو فى موقعه وهو صائم وشهيد ، الشهادة التى نسعى إليها جميعا لمنزلة الشهيد عند الله سبحانه وتعالى.
وإذا ذهبنا إلى الجانب الطبى والصرح العلمى الكبير نجد غالبية من الأطباء ينصحوا بالصيام (الحالات التى تستطيع) بالصيام للعلاج لأنواع معينة للأمراض (عافانا الله وإياكم).
حتى التخلص من الوزن الزائد يقول الأطباء عليكم بالصيام سواء المتقطع أو عدد من الساعات التى تناسب كل حالة .
فرض الصيام ليس عقوبة علينا أو عقاب أنزله الله سبحانه وتعالى ،لكن هى حكمة بالغة الأهمية لنشعر بالغير فلا تمن عليهم بالخير ولكن تشعر بهم وتساعدهم ولكن من باب اللطف الخفي وليس بالمهانة وإلا ذلال.
الصوم ليس إنقطاع ولكن هو وصل وترابط وتكافل مع الأهل والأصدقاء وكل من يعيشون داخل حياتنا ، التواصل أعلى وأسمى السلام والتعاملات الداخلية للنفس والخارجية مع الغير.