علامات المشهد الأخير… هل اقتربت ساعة المواجهة؟

بقلم: جمال حشاد
نعيش اليوم في عالم يزداد اضطرابًا، وتتشابك فيه الأحداث السياسية والعسكرية بوتيرة تنذر بتحولات كبرى. وبينما نتابع هذه الوقائع المتسارعة، يبرز تساؤل قديم جديد: هل اقتربت الملاحم الكبرى التي تحدثت عنها النبوءات؟ هل نحن على أعتاب مشهد النهاية كما جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم؟
لقد تحدثت بعض الأحاديث النبوية عن صراع عالمي كبير يسبق خروج الدجال وظهور المهدي، وقد رأى بعض المفسرين لهذه النصوص أن ما نعيشه اليوم من اصطفافات دولية وتحالفات غير مسبوقة، قد يكون من مؤشرات تلك المرحلة. ومن هذا المنطلق، يمكن النظر إلى التحولات المتسارعة في الشرق الأوسط، وحالة التوتر المتصاعدة بين قوى إقليمية وعالمية، باعتبارها ملامح أولية لمواجهة كبرى لم تتشكل صورتها الكاملة بعد.
المتابع للمشهد الدولي يلاحظ دخول روسيا والصين في تحالفات استراتيجية جديدة، وعودة الخطاب القتالي إلى الواجهة، بل إن ضربة إسرائيلية لإيران ـ بحسب ما ورد صباح اليوم ـ قد تكون الشرارة التي تشعل صراعًا أوسع نطاقًا. في المقابل، بدأت دول عربية وإسلامية تعيد ترتيب أوراقها على وقع هذه المستجدات، بما يشبه إرهاصات لما يمكن وصفه بتحول تاريخي في موازين القوى.
ووسط هذا الزخم، يظل الخيار الأهم هو وعي الشعوب العربية والإسلامية بضرورة التوحد والارتقاء فوق الخلافات، فربما يكون “رأب الصدع” هو الخطوة الأولى نحو مواجهة التحديات المصيرية القادمة.
ختامًا، لسنا بصدد الجزم أو تحديد توقيتات غيبية، ولكننا أمام مشهد عالمي يفرض علينا القراءة الواعية، واستحضار الموروث الديني كعنصر تحليل، لا كأداة حتمية. فالمستقبل بيد الله، والتاريخ يُصنع بالوعي، لا بالتمني.