فن التوقع في عالم متغير

يوسف أحمد عبد العزيز
في عالمنا المعاصر، أصبحت البيانات تحيط بنا في كل مكان، من تقارير الطقس إلى نتائج الانتخابات، ومن تحاليل الأسواق إلى دراسات علمية دقيقة. ولكن كيف نفهم هذه البيانات؟ وكيف نتوقع ما قد يحدث مستقبلاً؟ هنا يأتي دور الإحصاء والاحتمالات، وهما فرعان من فروع الرياضيات يلعبان دورًا محوريًا في تحليل الظواهر وتفسير الواقع.
أولًا: ما هو الإحصاء؟
الإحصاء هو العلم الذي يهتم بجمع البيانات وتنظيمها وتحليلها وتفسيرها واستخدامها في اتخاذ القرارات. تنقسم الإحصاء إلى نوعين رئيسيين:
الإحصاء الوصفي (Descriptive Statistics):
يهتم بوصف خصائص مجموعة من البيانات من خلال الجداول، الرسوم البيانية، والمقاييس مثل المتوسط، الوسيط، والانحراف المعياري، والمنوال.
الإحصاء الاستدلالي (Inferential Statistics):
يستخدم عينة صغيرة من البيانات لتعميم النتائج على المجتمع ككل، مع تقدير نسبة الخطأ واحتمالية الصحة.
ثانيًا: ما هي الاحتمالات؟
الاحتمالات هي فرع من الرياضيات يُعنى بدراسة إمكانية وقوع حدث معين. يُستخدم في التوقعات عندما تكون النتائج غير مؤكدة، مثل احتمالية سقوط المطر أو فوز فريق في مباراة.
قيمة الاحتمال تتراوح بين 0 (حدث مستحيل) و1 (حدث مؤكد).
مثال بسيط: احتمال ظهور وجه العملة (عند رمي عملة معدنية) هو 0.5 أو 50%.
العلاقة بين الإحصاء والاحتمالات:
يعتمد الإحصاء الاستدلالي على الاحتمالات لتقدير مدى صحة نتائج معينة تم التوصل إليها من خلال عينات.
تُستخدم الاحتمالات في تفسير نتائج التجارب العشوائية وتحليل المخاطر، وهو أمر مهم جداً في البحوث العلمية والتجارب الطبية.
تطبيقات في الحياة الواقعية:
الطب: تحليل فعالية الأدوية من خلال التجارب السريرية.
الاقتصاد: دراسة سلوك الأسواق وتوقع حركة الأسعار.
الهندسة: تحليل جودة المنتجات واكتشاف الأخطاء.
الرياضة: التنبؤ بنتائج المباريات وتحليل الأداء.
علم الإحصاء والاحتمالات هو حجر الأساس لاتخاذ القرارات الذكية المبنية على البيانات. في عصرنا الحالي الذي يتميز بفيض المعلومات، أصبحت القدرة على تحليل البيانات وتفسيرها مهارة ضرورية في كل المجالات.