الليالي الوترية في رمضان.. نفحات إيمانية وفرصة لمغفرة الذنوب

د/حمدان محمد
مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، تتجه أنظار المسلمين إلى الليالي الوترية، تلك الليالي التي تحمل في طياتها أعظم الفرص للعبادة والتقرب إلى الله، خاصة وأن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
فالليالي الوترية هي الليالي الفردية من العشر الأواخر من رمضان، وهي ليلة 21 و23 و25 و27 و29. وقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” (متفق عليه). وهذا يدل على أهمية هذه الليالي وضرورة اغتنامها بالطاعات.
وتحمل الليالي الوترية فضلاً عظيماً، فقد تكون إحداها ليلة القدر التي أنزل الله فيها القرآن، ووصفها بأنها خير من ألف شهر، حيث قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر: 3). ومن فضلها أيضاً أن العبادة فيها مضاعفة، وأن الله يغفر فيها الذنوب لمن قامها إيماناً واحتساباً.
ولاغتنام هذه الليالي المباركة، يحرص المسلمون على القيام بالأعمال الصالحة، ومنها:
1. قيام الليل: وهو من أعظم العبادات في هذه الليالي، وقد قال النبي ﷺ: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
2. الدعاء: فقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي ﷺ: “يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها؟” فقال: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (رواه الترمذي).
3. قراءة القرآن: فالقرآن نزل في ليلة القدر، وتلاوته في هذه الليالي لها أجر عظيم.
4. الاعتكاف: حيث كان النبي ﷺ يعتكف في العشر الأواخر، طلباً لليلة القدر.
5. الصدقة: فهي من الأعمال التي يحبها الله، خاصة في هذه الليالي التي تتضاعف فيها الحسنات.
وجاء في بعض الأحاديث أن ليلة القدر تتميز بعلامات، منها:
1/تكون ليلة هادئة، لا حارة ولا باردة.
2/تشرق الشمس في صبيحتها بلا شعاع.
3/يشعر المؤمن فيها بسكينة وطمأنينة غير معتادة
فإن الليالي الوترية هي هدية عظيمة من الله لعباده، ومن يغتنمها فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن ضيعها فقد فوت فرصة قد لا تتكرر. فلنحرص جميعاً على الاجتهاد فيها، ونسأل الله أن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم.
اللهم بلغنا ليلة القدر، وتقبل منا صالح الأعمال، واغفر لنا ذنوبنا، إنك أنت الغفور الرحيم.