ابن سينا… عبقرية خلدها التاريخ في الطب والفلسفة

نجده محمد رضا
لا يزال اسم ابن سينا يتردد في الأوساط العلمية والطبية والفلسفية، رغم مرور ما يزيد عن ألف عام على وفاته. فقد كان هذا العالم الموسوعي رمزًا للنهضة العلمية الإسلامية، وترك بصمته في مختلف فروع المعرفة، وعلى رأسها الطب والفلسفة.
ابن سينا واسمه الكامل الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، وُلد عام 980م في أفشنة بالقرب من بخارى أوزبكستان حاليًا وتوفي عام 1037م.
يعتبره كثيرون من أبرز علماء العصور الوسطى، ويُلقب بـ”الشيخ الرئيس” تقديرًا لمكانته العلمية.
إسهاماته في الطب
أشهر أعماله هو كتاب “القانون في الطب”، الذي ظل يُدرّس في أوروبا والشرق لقرون عديدة، واعتمد عليه الأطباء كمرجع أساسي حتى القرن السابع عشر. تناول الكتاب الأمراض، أسبابها، طرق تشخيصها، وأساليب علاجها، كما تضمن شرحًا دقيقًا للتشريح والأدوية.
فيلسوف وعالم موسوعي
إلى جانب الطب، برع ابن سينا في الفلسفة، وكان من أبرز شُرّاح فلسفة أرسطو. كتب العديد من المؤلفات التي مزج فيها بين الفلسفة الإسلامية والمنطق والميتافيزيقا. كما كتب في الفلك، الكيمياء، الرياضيات، والموسيقى.
إرث لا يُنسى
أثّرت أعمال ابن سينا في أوروبا في عصر النهضة، وكان له دور محوري في نقل العلوم الإسلامية إلى الغرب. تمّت ترجمة العديد من مؤلفاته إلى اللاتينية، واحتُفل به في جامعات أوروبا باعتباره من رواد الطب والفلسفة.
وهو أول من اكتشف العدوى وكيفية انتقال الأمراض كالجدري والحصبةكما وصف بعض أمراض النساء مثل الانسداد المهبلي والأورام الليفية وحمى النفاس.
وتوفي ابن سينا في همدان الواقعة في إيران حالياً عن عمر ناهز 58 عاماً، واشتهر بالطب والفلسفة وكان رائداً في كلا المجالين.
يُعد ابن سينا نموذجًا رائعًا للعلماء المسلمين الذين أسهموا في تقدم البشرية. وبالرغم من مرور قرون على وفاته، فإن إرثه العلمي ما زال مصدر إلهام وفخر للعالم العربي والإسلامي.