تقارير

المرأة المصرية في عيون القدماء المصريين… رمز الحياة والتوازن

نجده محمد رضا

منذ آلاف السنين، وقفت المرأة المصرية شامخة في قلب حضارة من أعظم الحضارات التي عرفها التاريخ. ففي مصر القديمة، لم تكن المرأة مجرد عنصر ثانوي، بل كانت شريكة حقيقية في الحياة السياسية والدينية والاجتماعية، وقد حظيت بمكانة رفيعة تجلّت في النقوش، والبرديات، وحتى الأساطير.

مكانة متميزة في المجتمع
المرأة المصرية القديمة تمتعت بحقوق لا مثيل لها مقارنة بنظيراتها في حضارات أخرى آنذاك. كان لها الحق في التملك، والتوريث، والشهادة أمام القضاء، وحتى إدارة المشاريع التجارية. كما سُمح لها بتولي المناصب الهامة، مثل الكاهنات، والطبيبات، والمربيات في القصر الملكي.

المرأة في الحكم
برزت شخصيات نسائية قوية مثل الملكة حتشبسوت، التي حكمت مصر كفرعون وأدارت شؤون البلاد ببراعة، والملكة نفرتيتي، التي كانت شريكة فكرية ودينية في عهد زوجها إخناتون. لم تكن هذه النساء استثناء، بل أمثلة على ما يمكن للمرأة تحقيقه في مصر القديمة.

رمز الخصوبة والحياة
في العقيدة المصرية القديمة، ارتبطت المرأة بالآلهة مثل إيزيس، التي كانت تجسيدًا للأمومة والوفاء، وقد حظيت بمكانة دينية عظيمة. كما كانت الأمهات والزوجات يكرّمن في الطقوس الجنائزية ويُعتقد أن لهن دورًا في الحياة الآخرة، ما يعكس احترام المصريين القدماء لدور المرأة في ديمومة الحياة.

الأسرة والتعليم
داخل الأسرة، كانت المرأة هي العمود الفقري، تهتم بتربية الأطفال وتعليمهم القيم والمبادئ. أظهرت برديات التعليم أهمية دور الأم في تنشئة جيل واعٍ ومتعلم، وكان يُنظر إلى الزوجة الصالحة باعتبارها هبة من الآلهة.

لم تكن المرأة في مصر القديمة مجرد تابع، بل كانت قوة فاعلة ساهمت في بناء حضارة امتدت لآلاف السنين. وبينما تناضل نساء اليوم من أجل حقوقهن، يُمكننا أن نستمد من تراثنا القديم دروسًا عن الاحترام والتقدير الذي استحقته المرأة منذ فجر التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى