يوسف أحمد عبد العزيز
تخيّل أن قطعة جبن مثلثة الشكل يمكن أن تقودنا لفهم أعماق الكون! قد يبدو الأمر غريبًا، لكن هذا بالضبط ما فعله فيثاغورث قبل أكثر من 2500 سنة، حين اكتشف قانونًا بسيطًا غيّر مجرى الرياضيات والعلم.
السر هو في الزاوية القائمة
فيثاغورث، الفيلسوف والرياضي اليوناني، لاحظ أمرًا مذهلًا: في أي مثلث قائم الزاوية، هناك علاقة سحرية تربط بين أطوال أضلاعه الثلاثة.
تنص النظرية ببساطة على أن:
في أي مثلث قائم الزاوية، مربع طول الوتر (أطول ضلع في المثلث) يساوي مجموع مربعي طولي الضلعين الآخرين.
الوتر² = الضلع الأول² + الضلع الثاني²
يعني لو عندك مثلث قائم، وضلعين طولهما 3 و4، فطول الوتر هيكون 5.
تجربة بسيطة… ونتيجة دقيقة.
قد تظن أن النظرية دي مكانها حصص الرياضيات بس، لكن الحقيقة إنها موجودة في كل مكان:
المهندسون بيستخدموها علشان يبنوا ناطحات سحاب ما تقعش.
الطيارون بيحسبوا بيها المسافات الجوية.
مصممو الألعاب الرقمية بيعتمدوا عليها عشان يخلو الحركة واقعية.
حتى في ناسا، بتدخل في حسابات تخص مسارات المركبات الفضائية.
من هو فيثاغورث؟.
ولد فيثاغورث في جزيرة ساموس اليونانية، وكان أكثر من مجرد رياضي. كان فيلسوفًا يرى أن “كل شيء في الكون يمكن التعبير عنه من خلال الأرقام”. وقد أسس مدرسة سرية في كروتونا (جنوب إيطاليا حاليًا) مزجت بين الدين، الفلسفة، والرياضيات وتعلم التلاميذ إن الرياضيات مش بس أرقام… دي فلسفة وطريقة حياة.
وهو مش مجرد عالم، ده كان أشبه بعبقري زمانه. آمن أن الأرقام سر الوجود.
لماذا تزال مهمة؟
لأنها ببساطة “القاعدة الذهبية” في الهندسة. كل بناء، كل طريق، كل جهاز بتستخدمه فيه أثر من آثار النظرية دي.
نظرية فيثاغورث ليست مجرد معادلة رياضية، بل هي مثال على كيف يمكن لفكرة بسيطة أن تغيّر طريقة تفكير البشرية في العالم من حولها. إنها تذكرة بأن بعض أعظم الاكتشافات تبدأ من أسئلة بسيطة، ومثلث قائم الزاوية.
