سلسلة مفاهيم خاطئه ينبغي أن تصحح من الأقوال الخاطئة عن يوم الجمعة يوم نحس

كتب / د ابراهيم عوض
وهذا من التلبيس على المسلمين، يقولون: ” يوم الجمعة فيه ساعة نحس “. فإذا ما تجاذب شخصان أطراف الحديث، ونشب نزاع ما بينهما، فإن كل منهما يحاول إسكات الآخر قائلا له: اسكت … ده يوم الجمعة فيه ساعة نحس! وهكذا تكون فكرة أبناء الإسلام عن يوم الجمعة، الذي هو خير يوم طلعت عليه الشمس، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها. ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة [ صحيح مسلم، 854(18) ].
ويوم الجمعة هو هدية الله تعالى للمسلمين، إكراما لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فقد ضلت الأمم السابقة عن هذا اليوم، وهدانا الله تعالى إليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هُدِينَا إلى الجمعة، وأضل الله عنها من كان قبلنا [ صحيح مسلم، 856(23) ] . لذلك يحسدنا على هذا اليوم اليهود والنصارى. وهم بذلك يحاولون تفويت ما ليوم الجمعة من مكانة في الإسلام، فيحاولون صدنا عن الفرحة بهذا اليوم وانتظاره لما فيه من فوائد جمة، فينشرون هذه المقولة الظالمة بيننا، ونتلقفها نحن لنرددها بدون أدنى تفكير.
بل إن الساعة تلك التي يذكرونها في يوم الجمعة هي ساعة إجابة، لو أدركها المسلم وهو يعبد الله تعالى ويدعوه مخلصا، لكان هذا اليوم أعظم أيام عمره بركة، فتكون هذه الساعة بذلك هي أكثر الساعات خيرا له. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذُكر يوم الجمعة، فقال: فيه ساعة، لا يُوافقها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه [ صحيح مسلم، 852(13) ] .