الأخبار العالمية

الاستحواذ الأميركي على “التليجراف” البريطانية يثير الجدل مجددًا

 

كتب / عادل النمر 

 

في صفقة أثارت اهتمام الأوساط الإعلامية والسياسية في بريطانيا وخارجها، أعلنت شركة ريدبيرد كابيتال بارتنرز الأمريكية عن استحواذها الكامل على مجموعة “تليجراف ميديا”، المالكة لصحيفتي ديلي تليجراف وصنداي تليجراف البريطانيتين، بقيمة بلغت 500 مليون جنيه إسترليني.

تأتي هذه الخطوة بعد أشهر من المفاوضات والتجاذبات السياسية، خصوصًا في ظل تحفظات الحكومة البريطانية السابقة على محاولة استحواذ سابقة عام 2024، كانت بمشاركة شركة الاستثمارات الإعلامية الدولية (IMI) التابعة لدولة الإمارات. حينها، أعرب نواب في البرلمان البريطاني ومراقبون عن قلقهم من تنامي النفوذ الأجنبي في المؤسسات الإعلامية البريطانية، وما قد يشكله من تهديد لحرية واستقلالية الصحافة.

لكن الصفقة الجديدة جاءت مُعدّلة لتتفادى هذه التحفظات، حيث تم الاتفاق على منح IMI الإماراتية، المملوكة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حصة أقلية لا تتجاوز 15%، وهو ما يتماشى مع القوانين البريطانية التي تحدّ من نسب الملكية الأجنبية في قطاع الإعلام.

وتطمح ريدبيرد كابيتال، التي تتوسع حاليًا في استثماراتها الإعلامية عالميًا، إلى تحويل صحيفة “تليجراف” إلى منصة عالمية رائدة في الصحافة الرقمية، مع التركيز على توسيع قاعدة المشتركين دوليًا، وضخ استثمارات في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.

ورغم الطمأنات التي قدمتها الشركة الأمريكية، لا تزال التخوفات قائمة بشأن التغييرات المحتملة في الخط التحريري للصحيفة، خاصة في ظل التجاذب بين المصالح الاستثمارية والسياسية.

الجدير بالذكر أن صحيفة “الإندبندنت”، التي تملك السعودية حصة فيها، لم تشهد تغييرات تحريرية جذرية منذ الاستحواذ، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت “التليجراف” ستحافظ على استقلاليتها هي الأخرى أم لا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى