كتب / عادل النمر
شهدت حركة الملاحة في البحر الأحمر خلال عام 2024 تراجعًا ملحوظًا، أثار قلقًا دوليًا واسعًا، خصوصًا في ظل تصاعد الهجمات على السفن التجارية من قِبل فصائل مسلحة تنشط في جنوب البحر الأحمر وسواحل اليمن.
وفي تصريح إعلامي ، قال الفريق أسامة سلامة، الخبير الاستراتيجي في الشؤون البحرية والأمن الإقليمي، إن هذا التراجع يعود إلى “تدهور الوضع الأمني في مضيق باب المندب نتيجة لتصاعد الهجمات التي تستهدف السفن الدولية، والتي تنفذها فصائل يمنية مسلحة تستخدم الطائرات المُسيّرة والزوارق المفخخة”
وأضاف الفريق سلامة أن هذه التطورات “دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشكيل تحالف دولي لتأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر، عبر إرسال قطع بحرية متقدمة وتعزيز التنسيق الاستخباراتي مع الدول المطلة على الممر الملاحي”.
وأشار إلى أن بعض شركات الشحن العالمية اتجهت لاستخدام طرق بديلة مثل طريق رأس الرجاء الصالح، رغم ارتفاع تكلفته وزيادة زمن الرحلة، ما أثر بشكل سلبي على حركة السفن العابرة لقناة السويس، وخفض من الإيرادات المرتبطة بها.
ونوّه الفريق أسامة سلامة إلى أن استمرار الأوضاع على هذا النحو دون حل سياسي شامل في اليمن، “قد يؤدي إلى اضطرابات أوسع في تجارة النفط والحاويات، ما يستدعي تحركًا إقليميًا جماعيًا يعزز الأمن البحري ويعيد الثقة في الممرات المائية الاستراتيجية”.
وفي ختام حديثه، دعا الفريق سلامة إلى أهمية دعم مبادرات التهدئة في اليمن بالتوازي مع الجهود العسكرية، مؤكدًا أن “ضمان أمن البحر الأحمر مسؤولية جماعية، لما له من انعكاسات مباشرة على الاقتصاد العالمي بأسره”.
