الأضحية في الإسلام شروطها وفضلها وأحكامها

د /حمدان محمد
مع اقتراب عيد الأضحى يتجدد الحديث عن شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام ألا وهي الأضحية التي شرعت إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام وتجديدا لمعاني الطاعة والتقوى وإطعاما للفقراء والمساكين في أيام العيد المباركة قال تعالى (فصل لربك وانحر )وقال سبحانه (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إهراق الدم وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا) رواه الترمذي وابن ماجه وقال صلى الله عليه وسلم (ضحوا فإنها سنة أبيكم إبراهيم)رواه أحمد وابن ماجه
*وقد حدد الشرع شروطا للأضحية يجب مراعاتها *
أولها/ أن تكون من بهيمة الأنعام وتشمل الإبل والبقر والغنم من الضأن أو المعز
ثانيها/ أن تبلغ السن المطلوب شرعا فالضأن لا يقل عن ستة أشهر والمعز عن سنة والبقر عن سنتين والإبل عن خمس سنوات
كما اشترط أن تكون سليمة من العيوب كالعور والمرض والعرج والهزال الشديد وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أربع لا تجوز في الأضاحي العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ضلعها والكسير التي لا تنقي) رواه أبو داود
*أما وقت الأضحية فيبدأ بعد صلاة العيد مباشرة ويستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق *
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( من ذبح قبل الصلاة فإنما هي شاة لحم ومن ذبح بعد الصلاة فقد أصاب النسك) رواه البخاري ومسلم
*ويجوز الاشتراك في الأضحية في الإبل والبقر بحد أقصى سبعة أشخاص*
إذا كانت نيتهم واحدة كالأضحية أو العقيقة *أما الضأن والمعز فلا يجوز الاشتراك فيها وتجزئ عن شخص واحد فقط*
*أما عن حكم الأضحية فهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء وتستحب للقادر المستطيع أن يضحي عن نفسه وأهل بيته وقد ورد عن الإمام مالك أن الشاة الواحدة تجزئ عن الرجل وأهل بيته
وفي توزيع لحم الأضحية جاءت توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم واضحة حيث قال (كلوا وادخروا وتصدقوا )وفي رواية (كلوا من أضحيتكم وأطعموا وادخروا )رواه مسلم
فالسنة أن يُقسم لحم الأضحية إلى ثلاث ثلث يأكله أهل البيت وثلث يُهدى للأقارب والجيران وثلث يُتصدق به على الفقراء والمساكين
ولا حرج لمن أراد أن يتصدق بها كلها
فإن الأضحية ليست مجرد ذبح وإنما هي عبادة عظيمة يظهر فيها الامتثال والطاعة وتتحقق بها الرحمة والإحسان والتكافل بين المسلمين وهي تربية للأمة على البذل والعطاء في أفضل أيام الله فلنحرص على هذه الشعيرة العظيمة ولنغرس معناها في نفوس أولادنا ولنجعلها موسم طاعة ورحمة يرضى الله به عنا