ديني

يوم التروية.. بداية مناسك الحج وعطر الذكريات الإيمانية

 

د/ حمدان محمد

يطل علينا في كل عام مشهد عظيم من مشاهد العبودية والخضوع لله تعالى يبدأ بيوم عظيم هو يوم التروية الموافق لليوم الثامن من شهر ذي الحجة والذي يُعد أول محطات مناسك الحج العملية وفيه يتوافد الحجاج إلى منى مهللين ملبين استعدادًا للوقوف بعرفة وسمي يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج قديمًا كانوا يتروون فيه الماء استعدادًا للذهاب إلى عرفات حيث لم تكن توجد المياه هناك فيجمعون حاجتهم من الماء ويحملونه معهم وهناك من قال إن التسمية ترجع لتروي إبراهيم عليه السلام في رؤياه التي رأى فيها أنه يذبح ابنه إسماعيل ويُستحب في هذا اليوم أن يحرم الحاج المتمتع بالحج من مكانه ثم يتوجه إلى منى فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة قصرًا دون جمع تأسيا بسنة النبي ﷺ ويوم التروية يعلمنا الاستعداد والطاعة والتسليم فهو اليوم الذي يبدأ فيه الحاج رحلته الكبرى بقلب خاشع وروح متوضئة فيتجرد من مظاهر الدنيا ويلبس ثوبي الإحرام مساويًا بين الغني والفقير والأمير والخادم فالكل في ضيافة الرحمن وفي هذا اليوم يتزود الحاج بنية خالصة فكما يتزود بالماء والطعام يتزود بالإخلاص والدعاء والخشوع وكلها استعدادات لأعظم يوم في السنة يوم عرفة

وما أحوجنا في دنيانا أن نعيش بروح يوم التروية نستعد فيه لطاعة الله نخطط فيه للتقرب إليه نتزود فيه من الخير كما قال تعالى

(وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) سورة البقرة 197

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وأن يملأ قلوبنا من نور هذه الأيام المباركة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى