الأخبار العالمية

“دوائر الذكر تثير جدلًا في باريس: احتفال صوفي مرخص يشعل نقاشًا حول العلمانية الفرنسية”

كتبت ـ مها سمير

شهدت ساحة الجمهورية في قلب العاصمة الفرنسية باريس، يوم السبت 19 يوليو 2025، تجمعًا روحانيًا لنحو 100 من أتباع الطريقة الصوفية المريدية، في فعالية مرخصة نظمتها الجالية السنغالية لإحياء ذكرى عودة الشيخ أحمدو بمبا من منفاه في الغابون.

وبحسب صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية الصادرة الاثنين، فإن التجمع تم تنظيمه بعد الحصول على الموافقة الرسمية من محافظة شرطة باريس، وكان ذا طابع ثقافي وديني سلمي، خُصص للترويج لتعاليم الشيخ بمبا، التي تدعو إلى اللاعنف والعمل الروحي والانضباط الذاتي.

خلال الحدث، نظم المشاركون أنفسهم في “كوريل” أو دوائر إنشاد جماعية، حيث رددوا قصائد صوفية (خصائد) من تأليف مؤسس الطريقة، تخللتها جلسات ذكر وإنشاد ديني، في مشهد يصفه موقع “سينيغو” السنغالي بأنه تعبير عن هوية دينية منضبطة ومسؤولة.

ورغم سلمية الحدث وخلوه من أي مظاهر لصلاة جماعية في الأماكن العامة، إلا أن ردود الفعل لم تتأخر، إذ انتقد النائب الفرنسي اليميني غيوم بيغو ما اعتبره “ازدواجية” في تطبيق قوانين العلمانية الفرنسية، متسائلًا عن سبب السماح بتجمع ديني مسلم في مكان عام في الوقت الذي تُمنع فيه رموز مسيحية مثل المغارات والمجسمات الدينية في البلديات.

من جانبها، أكدت محافظة الشرطة أن النشاط تم الإعلان عنه مسبقًا، وهدفه كان ثقافيًا ودعويًا، وليس طقسًا دينيًا عامًا، مشددة على أن الجالية المريدية في باريس لم تُسجل ضدها أي خروقات أو مخالفات خلال المناسبة.

ويأتي هذا الجدل في وقت تتزايد فيه التوترات في فرنسا بشأن مكانة الرموز الدينية في الفضاء العام، وسط نقاش محتدم حول حدود العلمانية والتعددية الثقافية، في بلد يعيش منذ سنوات على وقع توازن دقيق بين الهوية الوطنية والتنوع الديني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى