سيرة أولي العزم من الرسل: محمد بن عبد الله (خاتم أنبياء هذه الأمة)

901

كتبت: د.إيمان بشير ابوكبدة 

محمدٌ أشرفُ الأعرابِ والعجمِ

محمدٌ خيرُ من يمشي على قدمٍ

محمدٌ باسطُ المعروفِ جامعهُ

محمدٌ صاحبُ الإحسانِ والكرمِ 

في تاريخ الإنسانية، لم تظهر شخصية تركت أثرًا عميقًا ودائمًا في نفوس الملايين من البشر مثل شخصية سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. إنه ليس مجرد نبي ورسول، بل هو قائد ومُعلّم ومُصلح اجتماعي، استطاع في سنوات قليلة أن يغيّر وجه التاريخ، وأن ينقل مجتمعًا يعيش في ظلمات الجهل والفرقة إلى أمة عظيمة تحمل لواء النور والعلم والعدل. هذا المقال يسلط الضوء على جوانب من حياته الشريفة، من نسبه الطاهر ونشأته اليتيمة، إلى أخلاقه العظيمة التي شهد لها القاصي والداني، مرورًا بأهم محطات دعوته ومعجزاته، وصولًا إلى وفاته التي كانت خسارة للعالم أجمع. إن دراسة سيرته ليست مجرد استعراض لأحداث تاريخية، بل هي رحلة في حياة رجل استثنائي، قدّم للعالم نموذجًا فريدًا في كل شيء.

نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم

هو هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، واسم عبد المطلب: شيبة بن هاشم. واسم هاشم: عمرو بن عبد مناف. واسم عبد مناف: المغيرة بن قصي، واسم قصي: زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، واسم مدركة: عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أُدَد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم – خليل الرحمن -.

سلسلة النسب إلى آدم عليه السلام

تستمر سلسلة النسب من إبراهيم عليه السلام على النحو التالي:

ابن تارح (والد إبراهيم، وقيل هو آزر) بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ (وهو النبي إدريس عند بعض المؤرخين) بن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم.

منزلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: دعوة إبراهيم وبشرى عيسى

هو خير خلق الله أجمعين وسيد ولد آدم عليه السلام. هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأحد أولي العزم من الرسل. كما أنه من بين الأنبياء والرسل الذين ذكروا في القرآن الكريم.

لقد جاءت رسالته استجابة لدعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام، حيث دعا الله أن يبعث في الأمة رسولًا، كما قال تعالى: “رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ” (البقرة: 129).

ووردت البشارة به على لسان نبي الله عيسى عليه السلام، حيث قال: “وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ” (الصف: 6).

وهذا ما يؤكده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى” (رواه الإمام أحمد).

أسماؤه صلى الله عليه وسلم

من أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم: محمد، وأحمد، وأبو القاسم، والماحي (الذي يمحو الله به الكفر)، والحاشر (الذي تُحشر الناس على قدميه)، والعاقب (آخر الأنبياء الذي لا نبي بعده)، والمقفّي (أيضًا آخر الأنبياء)، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، والشاهد، والمبشّر، والنذير. 

جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب”. (متفق عليه). كما ورد في بعض الروايات أيضاً اسم “المقفى”.

كنيته صلى الله عليه وسلم

كانت كنيته صلى الله عليه وسلم أبو القاسم.

وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي”. (متفق عليه). وهذا النهي كان خاصاً بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، لتمييزه عن غيره، ثم أُبيح ذلك بعد وفاته.

مولده ونشأته صلى الله عليه وسلم

ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة عام الفيل (571 ميلادية)، وهو العام الذي حاول فيه أبرهة الأشرم هدم الكعبة. كان مولده في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول.

قال ابن كثير – رحمه الله -: وقيل: لثنتى عشرة خلت منه، نصَّ عليه ابن إسحاق، ورواه ابن أبى شيبة في ” مصنفه ” عن عفان عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس أنهما قالا: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعث، وفيه عرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات. وهذا هو المشهور عند الجمهور، والله أعلم. ” السيرة النبوية ” (1 / 199)

ينتمي النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيلة قريش، وأبواه هما عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب.

ولد صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، وتوفيت والدته وهو في السادسة من عمره. بعد وفاتها، كفله جده عبد المطلب، لكنه توفي وهو في الثامنة من عمره. ثم انتقلت كفالته إلى عمه أبي طالب، الذي أحسن تربيته وعامله أفضل معاملة.

عمل النبي صلى الله عليه وسلم في صغره براعي الأغنام، ثم عمل بالتجارة مع عمه أبي طالب، واشتهر بصدقه وأمانته حتى لقب بـ”الصادق الأمين”.

صفات الرسول صلى الله عليه وسلم

الخاتم والغمامة: كان خاتم النبوة بين كتفيه، وكانت تظله غمامة أينما رحل.

المظهر الجسدي: كان مربوع القامة، لا هو بالطويل ولا بالقصير. كان وجهه أبيضًا مشربًا بحمرة، وشعره ولحيته وعيناه سوداء.

الرائحة: كان لريح عرقه أطيب من المسك.

الطباع: كان أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خلقًا. من يراه لأول وهلة يهابه، ومن يعرفه عن قرب يحبه.

عائلة النبي صلى الله عليه وسلم

والدته: آمنة بنت وهب.

والده: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ القرشيّ.

جده: عبد المطلب بن هاشم واسمه شيبة الحمد، كان سيّدًا من سادات قريش.

جدته: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب، تلتقي مع زوجها عبد المطلب في الجدّ الرابع. 

حاضنته: أم أيمن (بركة بنت ثعلبة).

مرضعاته:

ثويبة الأسلمية: مولاة أبي لهب.

حليمة السعدية: حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وهي التي أرضعته في البادية.

إخوته من الرضاعة

من ثويبة الأسلمية:

حمزة بن عبد المطلب: عمه.

أبو سلمة بن عبد الأسد: ابن عمته.

من حليمة السعدية:

عبد الله بن الحارث.

أنيسة بنت الحارث.

شيماء بنت الحارث.

أزواج النبي محمد ﷺ وترتيب زواجهن (رضي الله عنهن)

تزوج النبي محمد ﷺ من نساء لم يتزوج غيرهن إلا من أهل الجنة. روى أبو بكر بن أبي خيثمة عن النبي ﷺ قوله: “إن الله تعالى أبى لي أن أزوّج أو أتزوّج إلا أهل الجنة.”

عدد زوجاته وترتيبهن

اختلف المؤرخون في عدد زوجاته ﷺ وترتيب زواجهن، لكن المتفق عليه أنه تزوج إحدى عشرة امرأة، ودخل بجميعهن، وتوفي عن تسع منهن.

زوجاته القرشيات (6)

خديجة بنت خويلد: أولى زوجاته، وهي الوحيدة التي لم يتزوج عليها حتى وفاتها.

سودة بنت زمعة: تزوجها في مكة.

عائشة بنت أبي بكر الصديق: تزوجها قبل الهجرة بسنتين.

حفصة بنت عمر بن الخطاب: تزوجها في السنة الثانية للهجرة.

أم سلمة (هند بنت أبي أمية): تزوجها في السنة الثانية للهجرة بعد غزوة بدر.

أم حبيبة (رملة بنت أبي سفيان): تزوجها في السنة السادسة للهجرة.

زوجاته العربيات من غير قريش (4)

زينب بنت جحش: تزوجها في السنة الثالثة للهجرة.

زينب بنت خزيمة: تزوجها في السنة الرابعة للهجرة، وتوفيت بعد زواجها بفترة قصيرة.

جويرية بنت الحارث: تزوجها في السنة الخامسة للهجرة.

ميمونة بنت الحارث: تزوجها في السنة السابعة للهجرة.

زوجته من بني إسرائيل (1)

صفية بنت حيي بن أخطب: تزوجها في السنة السابعة للهجرة.

مارية القبطية رضي الله عنها من إماء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، لا من أزواجه وأمهات المؤمنين هن أزوج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، قال الله تعالى: “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ الأحزاب”/6.

المتوفيات في حياة النبي ﷺ

توفيت اثنتان من زوجات النبي ﷺ في حياته وهما:

خديجة بنت خويلد.

زينب بنت خزيمة.

المتوفيات بعد وفاة النبي ﷺ

توفيت باقي زوجاته التسع بعد وفاته ﷺ، وآخرهن وفاة هي أم سلمة.

خلاف في الترتيب

اختلف المؤرخون والرواة في الترتيب الزمني لزواج النبي ﷺ من نسائه، وهذه بعض الروايات المذكورة:

رواية عبد الله بن محمد بن عقيل: خديجة، عائشة، سودة، أم حبيبة، حفصة، ميمونة، جويرية، زينب بنت خزيمة.

رواية قتادة: خديجة، سودة، عائشة، أم حبيبة، أم سلمة، حفصة، زينب بنت جحش، جويرية، ميمونة، صفية، زينب بنت خزيمة.

رواية أبو عبيدة معمر بن المثنى: خديجة، سودة، عائشة، أم سلمة، حفصة، زينب بنت جحش، جويرية، أم حبيبة، صفية، ميمونة.

تذكر بعض المصادر أيضًا أسماء نساء أخريات خطبهن النبي ﷺ ولم يدخل بهن، مثل عمرة الغفارية وأسماء بنت النعمان.

أبناء وبنات النبي محمد ﷺ

رزق النبي محمد ﷺ بسبعة أبناء: ثلاثة ذكور وأربع إناث. جميعهم من زوجته خديجة بنت خويلد، باستثناء ابنه إبراهيم الذي كان من مارية القبطية.

أبناؤه الذكور

القاسم: وبه يكنّى النبي محمد ﷺ (أبو القاسم).

عبد الله: ويُعرف أيضاً بالطيب والطاهر.

إبراهيم.

توفي جميع أبناء النبي الذكور في صغرهم، قبل وفاته ﷺ.

بناته الإناث

زينب: تزوجت من أبي العاص بن الربيع.

رقية: تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد أن طلقها عتبة بن أبي لهب.

أم كلثوم: تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد وفاة شقيقتها رقية، ولذلك لُقِّب عثمان بـ”ذي النورين”.

فاطمة: تزوجت من علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

جميع بنات النبي ﷺ توفين في حياته، باستثناء فاطمة رضي الله عنها التي توفيت بعده بمدة وجيزة.

أحفاد النبي محمد ﷺ

كان للنبي ﷺ أحفاد من بناته:

من ابنته فاطمة وعلي بن أبي طالب: الحسن، الحسين، محسن (توفي صغيراً)، زينب، أم كلثوم.

من ابنته زينب وأبي العاص بن الربيع: أمامة، علي (توفي صغيراً).

من ابنته رقية وعثمان بن عفان: عبد الله (توفي صغيراً)

من مقتنيات النبي محمد ﷺ

الخيول: كان يمتلك النبي ﷺ خيولاً معروفة بأسمائها مثل: السكب، واللزاز، والظرب، واللحيف، والورد،المرتجز، سبحة،البحر، الملاوح.

الإبل: من أشهر إبله: القصواء، والجدعاء، والعضباء.

البغال: كان لديه بغال مثل: عفير، ويعفور، وفضة، ودلدل.

الدروع: من دروعه: الفضول، والسعدية، وذات الفضول، وذات الوشاح، وذات الحواشي، والبتراء، والحطيمة، والخِرْنِقِ.

الأقواس: كان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ستة أقواس، وهي: الزوراء، والروحاء، والصفراء، والبيضاء، والكتوم، والسداد.

السيوف: من أبرز السيوف التي يُذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم امتلكها: ذو الفقار، والقلعي، والبتار، والعضب، والمأثور، بالإضافة إلى الرسوب، والمخدم، والصمصام. وذو الفقار هو أشهرها.

أهم محطات في حياة النبي محمد ﷺ

نزول الوحي: بدأ نزول الوحي على النبي ﷺ في غار حراء بجبل النور، وكان عمره أربعين عامًا. أتاه جبريل عليه السلام بالوحي، وكانت تلك بداية نبوته ودعوته.

الدعوة: استمرت دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- سرّاً مدة ثلاث سنوات، وقد تفرّعت الدعوة إلى الإسلام إلى مرحلَتَين: المرحلة المكيّة: وقد استمرّت ثلاث عشرة سنّةً، وقد قُسمت إلى مرحَلَتين: مرحلة الدعوة السريّة؛ واستمرّت ثلاث سنواتٍ، وانتهت بقَوْله -تعالى-: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)، فصعد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على جبل الصفا يدعو أهل مكّة. مرحلة الدعوة الجهريّة؛ وكانت باللسان فقط، وبدأت من السنة الرابعة للبعثة إلى حين الهجرة إلى المدينة المنوّرة. المرحلة المدنيّة: وقد استمرّت عشر سنواتٍ.

من معجزاته

من أبرز معجزاته ﷺ

القرآن الكريم: وهو معجزته الخالدة.

الإسراء والمعراج: رحلة سماوية مباركة.

انشقاق القمر.

تسبيح الحصى في يديه وسلام الشجر عليه.

عام الحزن والهجرة إلى الطائف

بعد أن اشتد أذى قريش وقاطعت بني هاشم، فقد النبي ﷺ اثنين من أقرب الناس إليه: زوجته خديجة وعمه أبو طالب، ولذلك سمي هذا العام بـ”عام الحزن”. دفع هذا الأذى بالنبي ﷺ للخروج إلى الطائف، آملاً أن يجد فيها الملجأ والنصرة، لكن أهلها آذوه ورموه بالحجارة، ولم يسلم منهم سوى الطفيل بن عمرو الدوسي.

الهجرة إلى المدينة المنورة

لما اشتد البلاء في مكة، أذن الله لنبيه بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة). خرج النبي ﷺ مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ووصلا المدينة في يوم الاثنين الحادي عشر من شهر ربيع الأول، عام 622م. خرج أهل المدينة (الأنصار) لاستقباله بالفرح والترحاب.

غزوات النبي

مجموع غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه تقارب المئة أو تفوقها ، وأما الغزوات التي قاتل فيها بنفسه فهي تسع غزوات. واستمرت هذه الغزوات 8 سنوات، من السنة الثانية إلى التاسعة للهجرة.

حج النبي

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حج حجة واحدة وهي حجة الوداع، بعد ما فرض الحج كما في الصحيحين والترمذي، ولفظ الترمذي عن قتادة قال: قلت لأنس بن مالك كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عمر، عمرة في ذي القعدة وعمرة الحديبية وعمرة مع حجته وعمرة الجعرانة إذ قسم غنيمة حنين.

وفاته

توفي النبي محمد ﷺ يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول، عن عمر يناهز 63 عامًا. تم تغسيله وتكفينه ودفنه في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، بجوار المسجد النبوي الشريف.