
كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يحتفل المسلمون في مختلف أنحاء العالم بذكرى المولد النبوي الشريف، ولكن تختلف مظاهر وطقوس الاحتفال من دولة لأخرى، وفيما يلي استعراض لأبرز مظاهر الاحتفال في الدول العربية:
السعودية
التركيز على الجوانب الشرعية: يحرص الكثيرون في السعودية على الإكثار من الصلاة على النبي وقراءة القرآن في هذا اليوم، وتُقام بعض الندوات والمحاضرات الدينية التي تهدف إلى التذكير بسيرة الرسول الكريم وأخلاقه، دون إقامة احتفالات جماهيرية.
الغياب الرسمي للاحتفالات: لا تُنظم احتفالات رسمية في المساجد أو الميادين العامة، كما لا تُقدم الهيئات الحكومية على تزيين الشوارع بالأنوار أو إقامة فعاليات خاصة بالمناسبة.
عادات شخصية: قد تحرص بعض العائلات على إعداد أطباق تقليدية أو تبادل الزيارات، ولكنها لا تعتبر هذه الأفعال جزءًا من احتفال ديني، بل هي عادات اجتماعية متوارثة.
ليبيا
يتميز الاحتفال بالمولد النبوي في ليبيا بطابع خاص، حيث تتزين المدن بالأنوار وتصدح الأناشيد الدينية التي تحيي سيرة النبي الكريم. ومن أبرز التقاليد:
المواكب والمسيرات: تنظم الطرق الصوفية مسيرات في المدن، خاصة في العاصمة طرابلس، حيث يخرج الناس بالرايات والقناديل الملونة.
القناديل: يخرج الأطفال والشباب حاملين قناديل ومشاعل، ويرددون الأناشيد الخاصة بالمولد.
الأطعمة التقليدية: يعتبر طبق “العصيدة” من الأكلات الرئيسية في هذا اليوم، حيث تحرص العائلات على تحضيرها وتوزيعها على الجيران والأهل.
الحلقات الدينية: تُقام حلقات الذكر وقراءة القرآن في المساجد والزوايا، وتُلقى الدروس والمحاضرات التي تتناول سيرة النبي وأخلاقه.
الإمارات
في الإمارات، يغلب على الاحتفال بالمولد النبوي طابع الهدوء والروحانية، مع التركيز على الجوانب الدينية والثقافية:
الدروس والمحاضرات الدينية: تُقام فعاليات دينية في المساجد والمؤسسات التعليمية، تتضمن محاضرات عن سيرة النبي وقيمه، بهدف تعزيز الوعي الديني ونقل القيم الإسلامية إلى الأجيال الجديدة.
الأطعمة التقليدية: تحضير وتوزيع الأطباق والحلويات التقليدية، مثل “اللقيمات” (الزلابية)، و”المعمول” (كعك التمر)، وبعض الأطباق الإماراتية الشهيرة مثل “الهريس” و”الثريد” و”المجبوس”.
المالد: يعتبر “المالد” أحد الفنون التقليدية في الإمارات، وهو نوع من الإنشاد الديني الذي يُؤدى في الموالد والمناسبات الدينية، ويهدف إلى مدح النبي والتعريف بسيرته.
مصر
يعد الاحتفال بالمولد النبوي في مصر من أبرز المناسبات الدينية والاجتماعية، ويتميز بطقوسه الشعبية التي توارثتها الأجيال:
* حلويات المولد: تُعتبر “حلاوة المولد” أشهر مظاهر الاحتفال، حيث تنتشر المحلات والأكشاك التي تبيع أنواعًا مختلفة من الحلويات مثل “السمسمية” و”الحمصية” و”الملبن” و”الفولية”.
عروسة وحصان المولد: تعد “عروسة المولد” المصنوعة من السكر أو البلاستيك المزخرف من التقاليد المصرية القديمة، حيث تُهدى للفتيات، بينما يُهدى “حصان المولد” للأولاد.
الموالد الصوفية: تُقام حلقات الذكر والإنشاد الديني في المساجد والساحات، مثل موالد الحسين والسيدة زينب، حيث تتجمع الطرق الصوفية للاحتفال ومدح النبي.
المواكب: في بعض المدن، تنظم مواكب شعبية تجوب الشوارع، يشارك فيها الناس بالرايات والأعلام والأهازيج النبوية.
المغرب
يعرف المولد النبوي في المغرب باسم “الميلودية”.
تقام مواكب “الشموع” في بعض المدن مثل سلا، وتُزين الشوارع بالأنوار.
يحرص المغاربة على ارتداء ملابس جديدة، ويُقدم طبق “الكسكس” و”العصيدة” كأطباق تقليدية في هذا اليوم.
تونس
تتميز تونس بإعداد “عصيدة الزقوقو” المصنوعة من حبات الصنوبر الحلبي المطحون، وتزين بالكريمة والمكسرات.
تقام حلقات الذكر وتزور أضرحة الأولياء الصالحين.
الأردن
تزين المساجد بالأنوار، وتقام حلقات الذكر والابتهالات.
يعد “المشبك” أشهر الحلويات التي توزع في هذه المناسبة.
سوريا
تزين الشوارع بالأضواء والأعلام، وتُقام حلقات المدح والذكر في المساجد.
يتم تبادل الحلوى والهدايا بين الأسر، خاصةً للأطفال.
السودان
ترتبط الاحتفالات بالمولد النبوي بالطرق الصوفية.
تنظم مسيرات “زفة المولد” التي تجوب الشوارع، وتصدح فيها أصوات الطبول والمدائح النبوية.
تنتشر “عروس السكر” و”حصان المولد” كجزء من فرحة العيد.