كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

يُعدّ خل التفاح مكوّنًا شائعًا في العديد من المطابخ حول العالم، وقد اكتسب شهرة واسعة في السنوات الأخيرة كعلاج طبيعي للعديد من الحالات الصحية. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بهشاشة العظام، فإن العلاقة بينهما تثير الكثير من الجدل. فهل يمكن لخل التفاح أن يقوي العظام، أم أنه قد يسبب لها الضرر؟

الخطر المحتمل: نقص البوتاسيوم

أحد أبرز المخاوف المتعلقة بتناول كميات كبيرة من خل التفاح هو تأثيره على مستويات البوتاسيوم في الجسم. يُعرف البوتاسيوم بأنه عنصر أساسي لصحة العظام والعضلات. وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن الإفراط في تناول خل التفاح يمكن أن يسبب انخفاضًا حادًا في مستويات البوتاسيوم في الدم، مما قد يؤدي إلى ضعف العضلات وهشاشة العظام على المدى الطويل. كما أن حموضته العالية قد تؤثر على توازن المعادن في الجسم.

الفوائد المزعومة: تحسين الامتصاص

في المقابل، يرى بعض المؤيدين لخل التفاح أن حموضته قد تكون مفيدة. يُعتقد أن البيئة الحمضية التي يخلقها في المعدة قد تساعد على تحسين امتصاص المعادن الضرورية للعظام مثل الكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور من الطعام. ومع ذلك، تظل هذه الفوائد نظرية وغير مدعومة بأدلة علمية قوية وكافية.

الحقيقة العلمية: لا يوجد دليل قاطع

في نهاية المطاف، لا يوجد حاليًا أي دليل علمي قاطع يثبت أن خل التفاح يعالج أو يمنع هشاشة العظام. الكميات القليلة من الكالسيوم والبوتاسيوم الموجودة فيه لا يمكنها أن تحدث فرقًا حقيقيًا في صحة العظام. والاعتماد عليه كحل بديل للعلاجات الطبية المعتمدة يعتبر أمرًا محفوفًا بالمخاطر.

نصيحة الخبراء: الاعتدال والتوازن

الاعتدال هو المفتاح: تناول خل التفاح بكميات معتدلة (ملعقة أو ملعقتين مخففة في كوب من الماء) يعتبر آمنًا بشكل عام.

استشارة الطبيب: إذا كنت تعاني من هشاشة العظام أو تتناول أدوية معينة (مثل أدوية السكري أو مدرات البول)، فمن الضروري استشارة الطبيب قبل إدخال خل التفاح إلى نظامك الغذائي، لأنه قد يتفاعل مع بعض الأدوية.

الحل الشامل: صحة العظام تعتمد على عوامل متعددة، أهمها:

نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

التعرض لأشعة الشمس.

تناول المكملات الغذائية إذا لزم الأمر، وتحت إشراف طبي.