
د. إيمان بشير ابوكبدة
بعد جدل استمر لسنوات، بدأت أخيرًا عملية تفكيك “فندق البحيرة”، المعلم المعماري الفريد الذي يُعرف باسم “هرم تونس المقلوب”. ويأتي هذا القرار بعد فشل جهود المجتمع المدني في إنقاذ المبنى من الهدم، ليختفي بذلك إرث معماري نادر من قلب العاصمة التونسية.
تاريخ طويل ونهاية مُحتمة
صُمم “فندق البحيرة” في سبعينيات القرن الماضي، وكان يمثل رمزًا للتحديث المعماري في تونس ما بعد الاستقلال. وقد قام بتصميمه المهندس الإيطالي رافايل كونتيغاني، ليصبح واحدًا من المعالم العالمية القليلة التي تجسد تيار “العمارة القاسية” بتصميمه الهرمي المعكوس.
كان الفندق يضم أكثر من 400 غرفة موزعة على 10 طوابق، ولكنه تعرض للإهمال والهجر منذ عام 2000. ورغم استحواذ شركة استثمارية على العقار عام 2011 لإعادة تأهيله، إلا أن تقادم أساسات المبنى حولت الخطة إلى قرار بالهدم.
وداع أخير لمعلم تاريخي
أثار قرار الهدم انقسامًا كبيرًا بين التونسيين، بين مؤيد ومعارض لإزالة هذا المبنى المهجور. ورغم ذلك، لم تنجح المحاولات الأخيرة في إيقاف عملية التفكيك، مما دفع السياح والمواطنين إلى التوافد على المكان لالتقاط صور أخيرة للذكرى قبل أن يختفي الفندق من الخريطة المعمارية لتونس.