مقالات

اليوم العالمي للمرأة: تكريم للأم والزوجة ومكانة المرأة في الإسلام

د/حمدان محمد
نحن لا ننتظر 8 مارس لنحتفي بالمرأة، بل نذكره قبل أيام، لأن تكريم المرأة لا يرتبط بيوم واحد، بل هو واجب مستمر طوال العام. فالمرأة ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي أساسه وروحه، وهي الأم الحنون، والزوجة الصالحة، والابنة البارة، والأخت العطوفة.
ولأن الإسلام سبق العالم كله في تكريم المرأة، فجعل لها مكانة عظيمة، وأوصى بها النبي ﷺ خيرًا في كل مواضع الحياة، فقال: «استوصوا بالنساء خيرًا» (متفق عليه). ونحن إذ نذكر هذا اليوم قبل موعده، فذلك إيمانًا منا بقيمتها، وتأكيدًا على أننا لا ننتظر مناسبة لنقدر دورها، بل نحتفي بها كل لحظة.
فالمرأة في الإسلام.. تاج على الرؤوس
ومنذ أن جاء الإسلام، وهو يمنح المرأة حقوقها كاملة، ويجعلها درة مصونة، فكانت:
1/أمًا تُبذل لها الأرواح، ويجعل برها طريقًا إلى الجنة.
2/زوجةً تُعامل بالمودة والرحمة، ويُجعل إكرامها دليلًا على حسن الخلق.
3/ابنةً يُؤجر من يحسن تربيتها، فيكون رفيق النبي ﷺ في الجنة.
فهى ملكة متوجة يُخاف عليها، وتصان حقوقها، وتُحاط بالعزة والكرامة.
فهذه رسالةإلى كل أم ضحت وسهرت وربّت، إلى كل زوجة شاركت زوجها الحياة بحب ووفاء، إلى كل امرأة جعلت من بيتها مملكة تسودها الطمأنينة والمودة، إليكِ هذه الكلمات التي لا توفيكِ حقكِ، لكنها تعبر عن بعض ما تستحقينه من تقدير واحترام.
$$$إلى أمي الغالية،
أنتِ النور الذي أضاء دروبنا، وأنتِ القلب الذي ينبض حبًا وحنانًا، يكفيكِ شرفًا أن الله جعل الجنة تحت قدميكِ، فكل عام وأنتِ تاج رؤوسنا وعزنا وفخرنا.
$$$إلى زوجتي الغالية؛
إلى رفيقة دربي، ونور حياتي، وسكينة أيامي، إليكِ يا من كنتِ لي العون والسند، والشريكة التي جعلت للحياة معنى وطعمًا مختلفًا.
يا من وقفتِ بجانبي في لحظات ضعفي، ومسحتِ عني تعب الأيام، وملأتِ بيتي حبًا وسعادة، شكرًا لأنكِ كنتِ دائمًا مصدر الطمأنينة والراحة، شكرًا لصبركِ وتحملكِ، شكرًا لضحكتكِ التي تزيل الهموم، ولمساتكِ التي تهوّن الصعاب.
أنتِ لستِ مجرد زوجة، بل نعمةٌ وهبها الله لي، فأسأل الله أن يحفظكِ لي، وأن يديم بيننا المودة والرحمة، فأنتِ القلب الذي ينبض في حياتي، والعين التي أرى بها الدنيا أجمل.
كل عام وأنتِ الحب والدفء، كل عام وأنتِ تاج فوق رأسي، وملكة في قلبي وحياتي.

إلى كل زوجة صالحة، شريكة الحياة، ونصفها الآخر الذي يملؤه دفئًا وسكينة، شكرًا لكِ على الصبر، وعلى الحب، وعلى التضحية، شكرًا لأنكِ القلب الذي يحتوي، والعقل الذي يساند، والروح التي تنير الدرب.
أنتنَّ لستنَ بحاجة ليوم عالمي ليذكّركنَّ العالم بمكانتكنَّ، لأن الله كرّمكنَّ قبل أن تفكر البشرية في تخصيص يوم للاحتفال بكنَّ، فجعل برّ الأم طريقًا للجنة، ووفاء الزوجة مفتاحًا للسعادة، وعطف الأخت والابنة رحمةً وسكينةً.
فالمرأة ليست فقط جزءًا من المجتمع، بل هي صانعة الأجيال، ومربية القادة، وملهمة النجاح. فهي التي تغرس القيم في الأبناء، وتشارك في بناء الأمة بعلمها وعملها وتضحياتها.
لذا، لا ننتظر 8 مارس لنحتفل بالمرأة، بل نذكره قبل أيام لأن المرأة تستحق التقدير في كل وقت. فلكل امرأة في حياتنا: أنتِ لستِ بحاجة ليوم عالمي، لأن مكانتكِ محفوظة منذ الأزل في قلوبنا وأرواحنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى