د.نادي شلقامي
إدانة تاريخية: 302 مؤسسة هولندية وبلجيكية تُسدل الستار على التعاون الثقافي مع الاحتلال!
شهد المشهد الثقافي الأوروبي تحولاً جذرياً وموقفاً غير مسبوق، حيث أعلنت 302 من المتاحف والمؤسسات الفنية والثقافية المرموقة في هولندا وبلجيكا بدء مقاطعة ثقافية شاملة ورفضاً قاطعاً للتعامل مع مؤسسات الاحتلال.
هذا القرار المدوّي والمثير، الذي جاء في بيان مشترك وُصف بأنه الأقوى من نوعه، لم يقف عند حدود الإدانة، بل انتقل إلى حيز الفعل ليُعلن عن تجميد كافة أشكال التعاون والشراكة مع جميع المؤسسات والشركات التابعة للاحتلال.
الدافع خلف هذا الإجماع الثقافي ليس سوى الجرائم المُرتكبة في الأراضي الفلسطينية؛ حيث ربط البيان صراحةً المقاطعة بـ**”الإبادة الجماعية في غزة”** و**”استمرار احتلال الضفة الغربية”**. إنها صرخة فنية وإنسانية تحوّل فيها الفن والثقافة إلى أداة ضغط أخلاقية وسياسية، مُسدلةً الستار على حقبة من التبادل الثقافي ومُطلقةً شرارة حملة مقاطعة دولية تُعيد رسم خارطة التفاعلات الثقافية على أساس العدالة وحقوق الإنسان.
وجاء في البيان: “بصفتنا أعضاء في القطاع الثقافي في هولندا وبلجيكا، لا نريد أن نبقى غير مبالين بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني”.
وأوضح البيان أن قرار المقاطعة الثقافية جاء بعد دعوات منذ مدة طويلة من ناشطين وفنانين فلسطينيين.
وأكد أن المقاطعة “ليست موجهة ضد اليهود أو الإسرائيليين عموما، بل ضد المتواطئين منهم في انتهاكات حقوق الإنسان”.
وذكَّر بأن أكثر من 400 فنان عالمي انضموا إلى احتجاج “لا موسيقى للإبادة” وحظروا موسيقاهم الخاصة من منصات البث الإسرائيلية.
وأضاف البيان: “المقاطعة الثقافية لن تكفي لوقف الإبادة الجماعية والاحتلال. لذلك ندعو القطاع الرياضي والوسط الأكاديمي والمؤسسات الاقتصادية والسياسيين إلى قطع العلاقات أيضا”.
ومن بين الجهات المشاركة في المقاطعة مؤسسات بارزة مثل متحف بونيفانتن في ماستريخت بهولندا، ومتحف الفنون الجميلة في غنت في بلجيكا، ومهرجان هولندا السينمائي، وأوبرا هولندا.
