د. إيمان بشير ابوكبدة
تشهد القاهرة اليوم الأحد جهوداً دبلوماسية مكثفة، حيث تستضيف مفاوضين من إسرائيل وحركة حماس لإجراء محادثات غير مباشرة. ينصبّ التركيز الأساسي لهذه الاجتماعات على تبادل المحتجزين الإسرائيليين في غزة والأسرى الفلسطينيين في إسرائيل، وذلك في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة في القطاع والتي توشك على دخول عامها الثالث.
وتأتي هذه الجولة من المباحثات بعد يومين من إعلان حماس استعدادها للإفراج عن جميع المحتجزين (أحياء وجثامين) وفقاً لمقترح ترامب، مؤكدةً على استعدادها للدخول الفوري في مفاوضات لتفاصيل التبادل.
الجهود الأميركية والإسرائيلية
يصل إلى القاهرة صهر ترامب وموفده، جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، للمساعدة في إنجاز اتفاق الإفراج عن المحتجزين.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إرسال وفده المفاوض إلى القاهرة التي تلعب دور الوسيط، “لإنجاز التفاصيل التقنية” للاتفاق. كما أعرب نتنياهو عن أمله في عودة المحتجزين “خلال الأيام المقبلة” تزامناً مع عطلة عيد العرش اليهودي.
من المقرر أن تجري المباحثات غير المباشرة الأحد والاثنين، للتباحث حول “ترتيب الظروف الميدانية لعملية التبادل لجميع المحتجزين والأسرى طبقاً لمقترح ترامب”.
أبرز بنود خطة ترامب والتحذيرات الأميركية
تتضمن خطة ترامب الشاملة لإنهاء الصراع عدداً من البنود الرئيسية والمُحددة زمنياً، وقد حذر الرئيس الأميركي من أنه “لن يتهاون مع أي تأخير” في تنفيذها:
وقف الحرب وإطلاق المحتجزين خلال 72 ساعة من الموافقة.
انسحاب إسرائيل تدريجياً من غزة. وقد كشف ترامب عن موافقة إسرائيل على “خط انسحاب أولي” يبعد عن الحدود الإسرائيلية بمسافة تتراوح بين 1.5 و 3.5 كيلومترات، حيث يسري وقف إطلاق النار بمجرد تأكيد حماس موافقتها على هذا الخط.
نزع سلاح حماس والفصائل وعدم إتاحة أي دور لها في الحكم.
تولي إدارة القطاع هيئة تكنوقراط تشرف عليها سلطة انتقالية برئاسة ترامب.
التفاؤل الحذر والواقع الميداني
بالرغم من الدفع الدبلوماسي، لا يزال الموقف الميداني متوتراً. فرغم دعوات ترامب المتكررة لإسرائيل بأن “توقف قصف غزة فوراً”، تواصل إسرائيل شنّ عشرات الضربات الجوية على القطاع، مما أسفر عن استشهاد نحو 70 شخصاً يوم السبت، وفقاً للدفاع المدني. وقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 67 ألف شهيد منذ 7 أكتوبر 2023.
وفيما أكدت حماس موافقتها على تبادل جميع المحتجزين وتسليم إدارة غزة لهيئة من “المستقلين”، شددت على وجوب التفاوض بشأن نقاط أخرى مرتبطة بـ”مستقبل القطاع”، علماً بأنها لم تذكر نزع سلاحها صراحة. في المقابل، توعد نتنياهو بتجريد الحركة من سلاحها، إما دبلوماسياً عبر “خطة ترامب، أو عسكرياً على يدنا”.
لقد أثارت الأنباء عن احتمال تحقيق اختراق في المفاوضات تفاؤلاً في غزة، التي تعاني من أوضاع إنسانية كارثية بلغت حد المجاعة المعلنة من قبل الأمم المتحدة، إلا أن استمرار القصف الإسرائيلي يجدد المخاوف من تعثر هذه المساعي.
