كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يُعد فصل الخريف موسم التغيرات، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، وتزداد تقلبات الطقس، ويعود الأطفال إلى المدارس، مما يدفع الناس لقضاء وقت أطول في الأماكن المغلقة. هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة مثالية لانتشار الأمراض الموسمية، خاصة تلك المتعلقة بـالجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا ونزلات البرد. كما تزداد في هذا الفصل حدة الحساسية الموسمية بسبب الغبار وحبوب اللقاح، وقد تتأثر أيضاً الحالة النفسية بـالاضطراب العاطفي الموسمي نتيجة قلة ضوء الشمس. لهذا السبب، تبرز أهمية الوقاية واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة لتعزيز المناعة وحماية الجسم من هذه التحديات الموسمية.
الإنفلونزا ونزلات البرد (الزكام): هي أكثر الأمراض انتشاراً، وتحدث بسبب الفيروسات التي تنتقل بسهولة عندما يقضي الناس وقتاً أطول في الأماكن المغلقة. الإنفلونزا تكون أعراضها عادةً أشد وتصاحبها حمى وآلام في الجسم، بينما تكون نزلات البرد أخف مع سيلان أو انسداد الأنف والعطس.
الحساسية الموسمية (حمى القش): تزداد بسبب انتشار حبوب اللقاح (خاصة من نبات الرجيد) وجراثيم العفن الناتجة عن الأوراق المتساقطة والرطوبة. تشمل الأعراض العطس المتكرر، حكة في العينين والأنف، وانسداد الأنف.
تفاقم أمراض الجهاز التنفسي المزمنة: يصبح مرضى الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضة لتفاقم أعراضهم بسبب برودة الجو وتغيرات الرطوبة.
نزلات معوية (انفلونزا المعدة): العدوى الفيروسية التي تصيب الجهاز الهضمي، مثل النوروفيروس، تنتشر أيضاً في هذا الموسم وتسبب القيء والإسهال وآلام البطن.
الاضطراب العاطفي الموسمي (اكتئاب الخريف): مع قصر ساعات النهار وقلة التعرض لأشعة الشمس، قد يشعر البعض بالإرهاق وقلة النشاط والتغيرات المزاجية التي قد تصل إلى الاكتئاب الموسمي.
كيف تحمي نفسك من أمراض الخريف؟
الوقاية الفعالة في الخريف تعتمد على تقوية مناعتك وتجنب مصادر العدوى والمهيجات:
تقوية الجهاز المناعي
احصل على لقاح الإنفلونزا: هو خط الدفاع الأول، خاصة لكبار السن والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة.
تناول طعاماً صحياً متوازناً: ركز على الفواكه والخضراوات الغنية بـفيتامين سي ومضادات الأكسدة لدعم مناعتك.
نم جيداً: احرص على الحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد يومياً؛ فالنوم الكافي ضروري لعمل جهاز المناعة.
اشرب السوائل الدافئة: حافظ على ترطيب جسمك بالماء وتناول المشروبات الدافئة بدلاً من الباردة.
حافظ على نشاطك: استمر في ممارسة الرياضة بانتظام، فهي تعزز الدورة الدموية وتقوي المناعة.
إجراءات النظافة وتجنب العدوى
اغسل يديك باستمرار: اغسل يديك بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد لمس الأسطح وقبل تناول الطعام.
تجنب لمس الوجه: لا تلمس عينيك أو أنفك أو فمك بيديك لتمنع انتقال الجراثيم.
غطِ فمك وأنفك عند العطس: استخدم منديلاً عند السعال أو العطس، وتخلص منه فوراً، أو استخدم المرفق لتجنب نشر الرذاذ.
اهتم بتهوية الأماكن: افتح النوافذ بانتظام لتهوية المنزل أو مكان العمل؛ فالهواء النقي يقلل من تركيز الفيروسات.
تجنب مخالطة المرضى: ابتعد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض البرد أو الإنفلونزا، وإذا مرضت، ابقَ في المنزل للراحة ومنع نقل العدوى.
الحماية من الحساسية والتغيرات الجوية
انتبه لملابسك: ارتدِ ملابس متعددة الطبقات لتتمكن من التكيف مع تقلبات الطقس بين الدفء والبرودة وتجنب التعرض لتيارات الهواء الباردة المفاجئة.
تابع مستويات حبوب اللقاح: أبقِ نوافذ المنزل والسيارة مغلقة خلال الأيام التي ترتفع فيها مستويات حبوب اللقاح في الجو.
اخرج في النهار: حاول التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات النهار لتعويض نقص الضوء ومكافحة الاكتئاب الموسمي.
