كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
تُعد مهارات الإسعافات الأولية ضرورية لإنقاذ الأرواح أو تقليل الضرر بعد وقوع إصابة أو مرض مفاجئ. ومع ذلك، تنتشر في المجتمعات مجموعة من الممارسات والمعتقدات الخاطئة المتوارثة. رغم النوايا الطيبة للمسعف، فإن هذه الأخطاء لا تُؤخر العلاج الصحيح فحسب، بل يمكن أن تتحول إلى مصدر ضرر إضافي أو مضاعفات دائمة للمصاب.
الأخطاء الشائعة في التعامل مع الحروق
يُعد التعامل الخاطئ مع الحروق من أكثر الأخطاء شيوعاً وتأثيراً سلبياً على الأنسجة.
الخطأ الأول: استخدام الثلج مباشرة على منطقة الحرق.
التأثير السلبي: يؤدي التبريد المفرط للثلج إلى تضيق شديد في الأوعية الدموية، مما يقلل تدفق الدم إلى الأنسجة المصابة. هذا يمكن أن يزيد من خطر تلف الأنسجة والقضمة الصقيعية، خاصة في الحروق العميقة. الصحيح هو التبريد الفوري بالماء الجاري العادي (من الصنبور) لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 دقيقة.
الخطأ الثاني: دهن الحروق بمعاجين الأسنان، الزبدة، الطحين أو الزيوت.
التأثير السلبي: هذه المواد العضوية تحبس الحرارة داخل الجلد وتمنع خروجها، مما يزيد من عمق الحرق. كما أنها تلوث الجرح بشدة وتجعل عملية تنظيف وتقييم الحرق أصعب وأكثر إيلاماً عند وصول المصاب إلى المستشفى.
الخطأ الثالث: فقع أو بثق فقاعات الحروق.
التأثير السلبي: تُعد الفقاعة غطاءً معقماً طبيعياً يوفر حماية لطبقة الجلد الجديدة التي تتكون تحتها. فقعها يعرض الجلد للعدوى ويزيد من خطر التندب والتشوه.
الأخطاء الشائعة في التعامل مع الجروح والنزيف
الهدف من الإسعافات الأولية للجروح هو وقف تدفق الدم، لكن الأساليب الخاطئة قد تسبب عدوى أو ضرراً في الأطراف.
الخطأ الأول: تطبيق الضمادات القابضة
التأثير السلبي: الرباط الضاغط مخصص فقط لحالات النزيف الغزير والمميت الذي لا يمكن السيطرة عليه بالضغط المباشر. استخدامه العشوائي يقطع إمداد الدم تماماً عن الطرف المصاب، مما قد يؤدي إلى موت الأنسجة في المنطقة التي تلي الرباط وزيادة احتمالية الحاجة إلى البتر. الصحيح هو تطبيق ضغط مباشر وثابت على الجرح بقماش نظيف أو معقم.
الخطأ الثاني: محاولة إخراج جسم غريب مغروس (مثل سكين أو قطعة زجاج).
التأثير السلبي: قد يكون الجسم المغروس هو الشيء الوحيد الذي يسد شرياناً أو وريداً نازفاً. إزالته من قبل شخص غير متخصص يمكن أن يؤدي إلى نزيف داخلي حاد ومميت خارج سيطرة المسعف الأولي. الصحيح هو تثبيت الجسم المغروس في مكانه وعدم تحريكه حتى وصول الرعاية الطبية المتخصصة.
غسل الجرح باليود أو الكحول مباشرة
التأثير السلبي: رغم كونهما مطهرين، إلا أن وضع الكحول أو اليود داخل الجرح المفتوح يسبب تلفاً لخلايا الجلد السليمة التي بدأت في عملية الشفاء، مما يُؤخر التئام الجرح ويزيد من الإحساس بالحرقة والألم.
ثالثاً: الأخطاء الشائعة في التعامل مع الكسور والإغماء
تتطلب الإصابات العظمية والحالات العصبية مثل الإغماء والنوبات الهدوء وعدم التدخل العنيف.
الخطأ الأول: محاولة إعادة العظام المكسورة أو المفاصل المخلوعة إلى وضعها الطبيعي.
التأثير السلبي: محاولة تقويم أو تحريك الطرف المصاب بعنف يمكن أن تسبب تمزق الأوعية الدموية والأعصاب القريبة، وتحويل الكسر البسيط إلى كسر مضاعف. الصحيح هو تثبيت الطرف المصاب تماماً كما هو باستخدام جبائر أو أربطة والانتظار حتى وصول الفريق الطبي.
الخطأ الثاني: وضع ملعقة أو أي جسم صلب في فم مريض الصرع.
التأثير السلبي: هذا الاعتقاد الشائع الخاطئ يهدف لمنع “بلع اللسان”، وهو أمر لا يحدث أثناء النوبة. هذه الممارسة يمكن أن تؤدي إلى كسر أسنان المصاب، إصابات خطيرة في اللثة والفكين، أو حتى انسداد مجرى التنفس إذا دخل الجسم الصلب إلى الحلق. الصحيح هو إبعاد أي أثاث صلب أو خطر عن المصاب وتوفير وسادة ناعمة تحت رأسه، وتركه حتى انتهاء النوبة.
الخطأ الثالث: إزالة خوذة راكب الدراجة النارية المصاب بتهور.
التأثير السلبي: يمكن أن تكون هناك إصابة محتملة في العمود الفقري العنقي (الرقبة). إزالة الخوذة بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى تحريك الرقبة وتفاقم إصابة النخاع الشوكي، مما قد يسبب الشلل الدائم.
