بقلم/عبد اللّه القطاري
البيّاز محمّد الأكبر بن علي المعموري شهر (المباصي) هو ابن شيخ البيازرة العمّ علي
المعموري( المولود سنة 1880)الذي علّمه كيف يصطاد طائر السّاف وكيف يمسكه وكيف يروّضه وكيف يصطاد به السّمانى العابرة كما درّبه كيفية صنع ورتق الشّباك( الغزول) الثّابتة والمتحركة وكيف يصطاد طائر (الزرّيص) الجلاّب لوقوع
طائر السّاف في الشبكة وكيف يصنع
(الجولق) للاحتفاظ بالمصيد وكيف يصنع
(المشنّة) لوضع طيور السّلوى( السّمانى)
ولمّا اشتدّ عوده وتفرّس وتمرّس وأخذ
ما يكفيه من تجارب عن أبيه علي المعموري المولود حوالي 1880 خرج
صحبة صديقه الحميم محمد لمين الباش
أسطورة فنّ البيزرة ممطيا حماره محمّلا
بشباكه إلى المناصب بجبل الهوارية قرب غابة تابوداء وهناك يقضي يومه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس محمّلا بطيور الساف غيرعابئ بالمخالفات لأنّ الجمعية الجهوية لبيازرة الوطن القبلي لم تتكون بعد لتطبق القوانين على المخالفين ويروى
في عهده انّه قبض في موسم من مواسم الصيد ستة عشر 16 طائر ساف.
ولمّا يخرج إلى مزارع الشعير والقمح بطائره ليصطاد السّمان فإنه يعود إلى منزله سعيد الحظ لأن سافه قبض على
قرابة الثلاثين طريدة من فراخ السلوى .
وفي عهده أيضا كان يصطاد كلّ أصناف
الطيور الجارحة ليبيعها إلى جمعية فرنسية
تعنى بعملية الخواتم ( bague )توضع في ساق كل طائر سيطلق سراحه قصد القيام
ببحوث علميّة للتّعرف على هجرة الطّيور والمسافات التي تقطعها والقارات التي تستقر بها علما أنّ هاته العملية كان مسموحا بها ،كما كان يزوّد حديقة الحيوان
بالبلفدير ببعض أنواع من الطًيور الكواسر
لتعرض في الأقفاص بطلب من بلدية تونس.
هذا هو البيّاز الأسطورة محمّد الأكبر المعموري الملقّب( بلمباصي) شيخ الهوش
الجارحة بالهوارية ،وبما أن فنّ البيزرة أصبح بالوراثة تبنّاها ابنه وحيد الذي صار بيّازا ماهرا بشهادة الجميع.
رحم اللّه البياز ( المباصي) الأسطورة رحمة واسعة.
