كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يُعد الموز من أكثر الفواكه شيوعًا وأمانًا، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من أعراض مزعجة بعد تناوله، ما يثير التساؤل حول ما إذا كان السبب تسممًا غذائيًا أم حساسية. في الواقع، هناك فرق واضح بين الحالتين من حيث السبب وطريقة ظهور الأعراض وخطورتها.
يحدث التسمم الغذائي بالموز عادةً بسبب تناول موز فاسد أو ملوث بالبكتيريا أو الفطريات، أو نتيجة وجود بقايا مبيدات على القشرة لم تُغسل جيدًا. كما قد يؤدي سوء التخزين في أماكن حارة أو رطبة إلى تلف الموز ونمو كائنات دقيقة ضارة. تظهر أعراض التسمم بعد عدة ساعات أو حتى يوم من تناول الموز، وتشمل الغثيان، القيء، الإسهال، آلام البطن، وأحيانًا حمى خفيفة وإرهاق عام. غالبًا ما تكون هذه الحالة مؤقتة وتتحسن خلال يوم أو يومين، لكن قد تصبح أكثر خطورة لدى الأطفال وكبار السن إذا لم يتم تعويض السوائل.
أما حساسية الموز فهي حالة مختلفة تمامًا، إذ لا ترتبط بفساد الموز أو تلوثه، بل برد فعل مناعي من الجسم تجاه بروتينات موجودة في الموز حتى لو كان طازجًا وسليمًا. تظهر الأعراض بسرعة، غالبًا خلال دقائق إلى ساعة من تناوله، وتشمل حكة أو وخزًا في الفم والحلق، تورم الشفاه أو اللسان، طفحًا جلديًا، وقد يصاحبها غثيان خفيف. في حالات نادرة، قد تتطور الحساسية إلى صعوبة في التنفس، ما يستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا.
يمكن التمييز بين الحالتين من خلال سرعة ظهور الأعراض ونوعها؛ فالتسمم الغذائي يتأخر نسبيًا ويركز على الجهاز الهضمي، بينما الحساسية تظهر سريعًا وغالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض جلدية أو تنفسية. الوقاية في حالة التسمم تكون باختيار الموز السليم، وغسله قبل التقشير، وتخزينه بطريقة صحيحة، أما في حالة الحساسية فالوقاية الأساسية هي تجنب الموز تمامًا واستشارة الطبيب.
