د. إيمان بشير ابوكبدة
بدأ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي تنفيذ حكم السجن لمدة خمس سنوات بعد إدانته في قضية تمويل حملته الانتخابية من ليبيا، وسط توترات داخل سجن “لا سانتي” في باريس، حيث تعرض لتهديدات وتنمر من بعض السجناء.
وأعلن مكتب المدعي العام في باريس، الأربعاء، أنه فتح تحقيقاً بعد تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر سجيناً يوجه عبارات مهينة وتهديدات عند وصول ساركوزي إلى السجن. وتم استجواب ثلاثة سجناء على خلفية الحادث، إضافة إلى مصادرة هاتفين محمولين أثناء تفتيش الزنازين.
وبحسب قناة Europe1 الفرنسية، فإن السلطات القضائية تعاملت بجدية مع الحادث، وفتحت تحقيقاً موسعاً يشمل تهديدات بالقتل، بينما أكدت القناة أن الفيديو المصور داخل السجن ساعد في تحديد موقع الجناة بسرعة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة أن التحقيق ما زال جارياً، فيما يمكن لساركوزي اللجوء إلى دعوى مدنية في حال تطور القضية قضائياً.
وكان الرئيس الفرنسي الأسبق، الذي حكم بين عامي 2007 و2012، قد بدأ تنفيذ العقوبة يوم الثلاثاء، مع اتخاذ إجراءات أمنية خاصة شملت تعيين ضابطي شرطة مسلحين لحمايته، وهو ما أثار انتقادات من نقابات حراس السجون.
وفي تعليق رسمي، أكد وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان أن الفيديو المنشور “يُظهر خطراً حقيقياً على السجين ساركوزي”، مشدداً على ضرورة متابعة ظروف احتجازه عن كثب، وأعلن عزمه زيارة الرئيس السابق في السجن رغم تحذيرات قانونية تتعلق باستقلالية القضاء.
وأضاف الوزير في حديثه لقناة CNews أن السجناء المتورطين في الحادث سيُحالون إلى محاكمة فورية، وقد نُقل بعضهم إلى أجنحة تأديبية أو سجون أخرى، مؤكداً: “لن نُخاطر بأي شكل من الأشكال”.
ويُعد نيكولا ساركوزي أول رئيس فرنسي يُسجن منذ عهد المرشال فيليب بيتان خلال الحرب العالمية الثانية، وقد صرح لصحيفة “لا تريبون دي ديمانش” قبل دخوله السجن قائلاً:
“لست خائفاً من السجن.. سأبقى مرفوع الرأس، حتى على أبواب الزنزانة.”
