بقلم: خديجه ربيع
في دروب الحياة يقود الإنسان صراعًا لا يهدأ، صراعًا خفيًا لا يُرى معاركه بالعين هذا الصراع ليس خارجيًا بل يسكن داخل النفس يتربص له ليدفعه نحو الهلاك وأخطر الصراع الشيطان “العدو القديم” والنفس الإمارة بالسوء “العدو الخفي” وأن الشيطان في اللغه تطلق على كل متمرد رافض للحق محب الباطل متبع لهواه حقيقه ابليس الله عز وجل عليم بعلمه الواسع التام أن ابليس يظهر ما يخفيه داخل نفسه من سوء وكانت الفتنه بأمر الله تعالى سجوده مع الملائكة لادم عليه السلام سجدت الملائكه جميعا أما ابليس فكشف عن حقيقته اختلف عليه الامر فلم يدرك لسوء نفسه أن الأمر بالسجود هو من الله تعالى وتنفيذه هو من طاعه الله فعمى عن تلك الحقيقه وأبى ولم يسجد والامتحان أظهر ما فيه من الكبرياء والغرور وحقده وحسده لادم عليه السلام فبدل من أي يعتزر لربه أي يبرر خطأه وعصيانه نسب الى نفسه العلم والفضل والخيرية على آدم وسوء ادب مع الله فسقط في الامتحان مرة اخرى علاوه على معصيته السابقه سقط في الامتحان مرة ثالثه حيث تصور أن ادم عليه السلام كان سبب فتنته ومصيبته فبدل من أن يغفر ويتبرأ من عمله وحوله وقوته أقسم على الله بالله أن يكون أداء انتقام من آدم وذريته بإغواهم وفتنتهم لطريق الباطل أجابه الله لطلبه لانه تعالى يعلم أن الشيطان لا يستطيع أن يهوي إلا المسلم الغافل عن ربه وبدأ ابليس يمارس دور الفتنه والتضليل وبدأ عمله بما تصور أنه سبب فتنته ألا وهو آدم عليه السلام قد نجح ابليس مع آدم بأن انساه أمر ربي بعدم الاكل من الشجر فنسا آدم وعصى إلا أنه شتان بين معصيه إبليس وآدم فسيدنا ادم رجى من ربه رحمته وتوبته وندم واستغفر وتاب لربه ونسب إلى نفسه الشر والذنب في حين أن ابليس عليه اللعنه لم ينسب المعصية لنفسه معصية آدم معصية جوارح تمثلت في الاكل أما معصية ابليس نفاق وكفر تمثلت من في القلب وشتان بين معاصي الجوارح ومعاصي القلوب ومن هنا أصبح ابليس العضو الاساسي لآدم وذريته وتختلف مواجهه ابليس في حربه تبعًا لمقامات الايمان من قوه وضعف ايمان المسلم فلا سلطانه لابليس أمام المسلم المتوكل بصدقه فاذا قرب منه الشيطان يبصرونه ويتعوذون بالله منه فإما يفر الشيطان وينظر بنفسه وإلا اخترق بأنوار إيمانهم فهم لا يشغلوا أنفسهم بابليس بكل شغلهم وهمهم عباده وتوحيد ربهم أحب وطاعه نبيههم وأشد الفئات صعوبة على الشيطان ليس اي يتزين العبد بالسرقه والخمر بل يدخل عليهم من باب ما هم فيه من اعمال يشجعهم على العباده من حيث الشكل والمظهر ويسرق منه من الجوهر عندما يعقد الامر الدين عن العابد يتعثر ويصبح من اهل التعسير فيبعده بذلك عن روح الدين ينجح ابليس أن يصيب العابد بالملل في دينه يرتد متكاسلًا لذلك من حبائل مكائده يثقل الأمر على المسلم لكثره الأعمال دون كيفها حتى يسود يصيبه الكمد والعنت فيزيد عن نشاطه بذلك ويسقط في مصائده ابليس لان هذا المسلم لم ياخذ الدين بلين ورفق وأن نهتم بالكيف لا بالكم بالقلب قبل الجوارح فقليل دائم خير من كثير متقطع كما يحرص الشيطان على عدم الرضا ينظم الله الظاهره والباطن فينسيهم شكر الله بالنعم التي لا تعد ولا تحصى فحرب ابليس مع هذه الفئه فئه تعمل بالاسلام دون اكتمال القلب بصدق الايمان ومن مكيدة الشيطان يلوح للمسلم بزينه الدنيا ويزين سوء اعمالهم كأنه خيره هم أهل التذبذب بين اليقظه والغفله من المسلمين تارة عبيدًا للنفس وتارة نادمين متذبذبين بين المعصيه والندم واليقظة لذلك اوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نلازم الدعاء “اللهم ارنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه” .. اللهم امين
لا تجعل غفلتك بابًا مفتوحًا للشيطان يستدرجك بسهوله ويسر ويدفع عليك من أي باب يشاء إلى الهلاك وأنت لا تشعر.
