د.نادي شلقامي
تُعد الفنانة نجلاء فتحي واحدة من أعظم أيقونات السينما المصرية، حيث جمعت بين الجمال الأخّاذ والأداء الفني الراقي، وقدمت لأجيال متعاقبة أعمالًا خالدة تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن العربي. رحلتها الفنية الطويلة بدأت منذ صغرها، وامتدت لأكثر من ثلاثة عقود، تميزت خلالها بقدرتها على أداء أدوار رومانسية وإنسانية واجتماعية، ما جعلها محط إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. في هذا التقرير نستعرض نشأتها، مشوارها الفني، أهم أفلامها، حياتها الشخصية، سلوكها المهني، بالإضافة إلى الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها.
أولا…..النشأة والبدايات
ولدت نجلاء فتحي باسمها الأصلي فاطمة الزهراء حسين فتحي في 21 ديسمبر 1951 بمحافظة الفيوم، مصر. انتقلت لاحقًا إلى القاهرة، حيث اكتُشفت موهبتها منذ مرحلة الثانوية على يد المنتج عدلي المولد، الذي مهد لها الطريق لدخول عالم السينما. ظهرت لأول مرة في فيلم «الأصدقاء الثلاثة» (1966)، ثم حصلت على أول بطولة مطلقة في فيلم «أفراح» (1968).
ثانيا…. المشوار الفني وتطوره
1- بدأت نجلاء مشوارها الفني في أواخر الستينيات، وبرزت سريعًا في السبعينيات بأدوار رومانسية، منها:
«المرايا»
«خمسة شارع الحبايب»
«أختي»
«بدور»
2- في الثمانينيات والتسعينيات، اتجهت نحو الأدوار الاجتماعية والإنسانية العميقة، مثل فيلم «الجراج» (1995)، حيث جسدت دور أم وحيدة تواجه تحديات الحياة، وحازت عنه على إشادة نقدية واسعة. كما أسست شركة إنتاج وكتبت سيناريو بعض الأفلام، مما أضاف بعدًا آخر لمسيرتها الفنية.
ثالثا ….أسلوبها الفني وسلوكها المهني
عرفت نجلاء بقدرتها على التنقل بين الشخصيات الرومانسية والاجتماعية بمهارة، وتميزت بالتواضع والالتزام خارج الشاشة، محافظًة على خصوصيتها بعيدًا عن الأضواء.
رابعا…..حياتها الشخصية: الزواج والأبناء
–تعددت زيجات نجلاء فتحي:
الزواج الأول: قصير وسري.
الزواج الثاني: أنجبت ابنتها ياسمين، وانتهى بالانفصال عام 1977.
الزواج الثالث والرابع: تزوجت من الإعلامي حمدي قنديل في 1992، واستمر زواجها حتى وفاته.
–حياتها الشخصية مليئة بالتحديات والآمال، وانعكس ذلك على اختياراتها الفنية.
خامسا…. الجوائز والتكريمات
أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الجراج» (1995) – مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
تكريم خاص لمسيرة فنية – مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (2003)
أفضل نجمة عربية – جوائز الموريكس الذهبية (الدولية، 2000)
تكريم الأداء المتميز – مهرجان الإسكندرية السينمائي (1998)
تقدير الأداء الفني دوليًا – مهرجانات دمشق وباريس (1996–1997)
سادسا ….الانسحاب من الأضواء
بعد أكثر من ثلاثة عقود في السينما، اختارت نجلاء فتحي الانسحاب الكامل من الأضواء بعد عام 2000، لتكريس وقتها لحياتها الخاصة بعيدًا عن الإعلام، محافظًة على إرثها الفني والمهني.
وختاما…تعد نجلاء فتحي رمزًا خالدًا للسينما المصرية والعربية، جمعت بين الجمال والأداء الراقي، وأثرّت بأدوارها الرومانسية والاجتماعية في وجدان الجماهير. رحلتها الفنية تعد نموذجًا للتفاني والاحتراف، كما أن الجوائز والتكريمات تثبت مكانتها البارزة في تاريخ السينما. إرثها الفني سيظل مصدر إلهام للأجيال المقبلة، ليس فقط من حيث الفن، بل أيضًا من حيث قوة الشخصية والمهنية.
