أماني إمام
ألقى الملك تشارلز الثالث خطابه السنوي بمناسبة عيد الكريسماس، مؤكدًا على قيم الرحمة والمصالحة والسلام، وذلك في تقليد ملكي راسخ تحرص العائلة المالكة البريطانية على متابعته كل عام عقب عودتها من قداس الكريسماس.
وجاء الخطاب هذا العام في ظل أجواء تشهد توترات داخل العائلة المالكة، لا سيما العلاقة بين الملك ونجله الأمير هاري، إلا أن الملك تجنّب الإشارة المباشرة إلى أي شؤون عائلية، مكتفيًا برسائل إنسانية عامة حملت دلالات عميقة عن أهمية التسامح والتقارب بين البشر. وقال الملك في ختام كلمته إن دعاء السلام والمصالحة، الذي انطلق صداه من بيت لحم قبل أكثر من ألفي عام، لا يزال يتردد في أنحاء العالم حتى اليوم.
وتناول الملك تشارلز في خطابه تأملات حول التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، مشيرًا إلى أن الأصدقاء والعائلة يمكن أن يمثلوا «نقطة الثبات» في عالم يتسم بالتحولات السريعة، مؤكدًا أهمية الروابط الإنسانية في مواجهة ضغوط العصر الحديث، بحسب ما نقلته مجلة People.
وفي تعليق على الخطاب، أوضح متحدث باسم قصر باكنغهام لصحيفة ديلي ميل أن إشارة الملك إلى «نقطة الثبات» تعكس قلقه من تأثير التكنولوجيا الحديثة على تماسك المجتمع، خاصة بين الشباب، مشيرًا إلى أن الملك يأمل أن تمنح احتفالات الكريسماس فرصة للابتعاد عن الشاشات، والتركيز على العلاقات الأسرية والاجتماعية بما يعزز السلام الداخلي وقوة المجتمعات.
واستهل الملك خطابه هذا العام بالإشارة إلى لقائه بالبابا ليو في الفاتيكان خلال زيارته في أكتوبر الماضي برفقة الملكة كاميلا، واصفًا اللقاء بـ«اللحظة التاريخية للوحدة الروحية». كما استعاد ذكرى مرور 80 عامًا على يوم النصر على اليابان، مشيدًا بشجاعة وتضحيات المحاربين القدامى، وبروح التضامن التي سادت المجتمعات في مواجهة التحديات الكبرى، مؤكدًا أن هذه القيم هي الأساس الذي قامت عليه بريطانيا ودول الكومنولث.
ويُبث خطاب الملك بمناسبة الكريسماس سنويًا في تمام الساعة الثالثة عصرًا بالتوقيت المحلي يوم 25 ديسمبر، ويُعد من أبرز التقاليد التي تتابعها العائلات البريطانية. وسُجّل خطاب هذا العام في مصلى السيدة العذراء بدير وستمنستر في لندن، ليكون العام الثاني على التوالي الذي يختار فيه الملك موقعًا خارج مقره الملكي لتسجيل كلمته، في نهج يختلف عن تقاليد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
ويذكر أن الملك تشارلز ألقى أول خطاب له بمناسبة الكريسماس في ديسمبر 2022 بعد توليه العرش بثلاثة أشهر، ومنذ ذلك الحين حرص على إضافة لمسات خاصة تعكس اهتماماته، لا سيما القضايا البيئية والانفتاح على المجتمع، في إطار تطوير هذا التقليد الملكي العريق.
