بقلم إيمان دويدار
الوعود… بين الكلمة والأمانة
الوعود ليست مجرد كلمات تُقال لتسكين القلوب، بل هي عهود تُكتب في الضمائر قبل أن تُنطق على الألسنة. حين نَعِد، فإننا نمنح الآخر شعورًا بالأمان، ونزرع في داخله ثقة قد تبقى طويلًا أو تنهار بكلمة إخلاف واحدة.
كم من قلبٍ تعلّق بوعد، وانتظر تحقيقه كمن ينتظر المطر في زمن القحط. فالوعد الصادق يُحيي الأمل، ويُرمم ما تكسّر في النفوس، أما الوعد الكاذب فهو خنجرٌ بارد، لا يُرى أثره فورًا، لكنه يترك جرحًا عميقًا لا يندمل بسهولة.
الوفاء بالوعد دليل نُبل، وعنوان أخلاق، به تُقاس معادن البشر. فليس الشأن في كثرة الوعود، بل في القدرة على حفظها، وليس كل من وعد كان أهلًا للوفاء.
علّمنا الزمن أن ننتبه لمن يعد قليلًا ويفي كثيرًا، وأن نحذر ممن يُكثر الكلام ويقلّ الفعل. فالكلمة مسؤولية، والوعد اختبار حقيقي للصدق، ومن لم يملك القدرة على الوفاء، فالصمت أولى له من وعدٍ يُكسَر.
وفي النهاية، تبقى الوعود مرآة القلوب؛ صادقة إن صدق أصحابها، ومُرهِقة إن خرجت من أفواه لا تعرف معنى الأمانة.
إذا أحببت
