غابات الأمازون رئة الأرض في خطر

نجده محمد رضا
تُعدّ غابات الأمازون المطيرة واحدة من أهم النظم البيئية على كوكب الأرض، حيث تغطي مساحة تقدر بنحو 5.5 مليون كيلومتر مربع، ممتدة عبر تسع دول في أمريكا الجنوبية، وأكبر جزء منها يقع في البرازيل. تُعرف الأمازون باسم “رئة الأرض” نظرًا لدورها الحيوي في إنتاج الأكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في التوازن البيئي العالمي.
التنوع البيولوجي الفريد
تضم الأمازون أكثر من 390 مليار شجرة تنتمي إلى حوالي 16 ألف نوع، كما أنها موطن لما يقرب من 10% من أنواع الكائنات الحية على وجه الأرض، بما في ذلك الحيوانات النادرة مثل النمر الأمريكي (اليغور)، والكسلان، وأنواع نادرة من الضفادع والثعابين. كما أنها تحتوي على أكثر من 2.5 مليون نوع من الحشرات، مما يجعلها واحدة من أغنى المناطق من حيث التنوع البيولوجي.
رغم أهميتها البيئية، تواجه غابات الأمازون تهديدات خطيرة، أبرزها:
1. إزالة الغابات
تتعرض مساحات شاسعة من الأمازون للقطع الجائر للأشجار بهدف الزراعة ورعي الماشية، مما يقلل من قدرتها على امتصاص الكربون.
2. الحرائق
تزايدت حرائق الغابات في السنوات الأخيرة، سواء بسبب الجفاف أو الحرائق المفتعلة لإفساح المجال للزراعة، ما يسرّع من تدمير النظام البيئي.
3. التغير المناخي
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار إلى اضطرابات في النظام البيئي، مما يهدد بقاء العديد من الأنواع.
4. الأنشطة الصناعية
يشكل التعدين واستخراج النفط تهديدًا خطيرًا للتربة والمياه، مما يسبب تلوثًا بيئيًا يؤثر على الحياة البرية والقبائل الأصلية.
الجهود المبذولة للحفاظ على الأمازون
تسعى العديد من المنظمات البيئية والحكومات إلى حماية الأمازون من خلال فرض قوانين صارمة ضد إزالة الغابات والتعدي على المناطق المحمية.
تشجيع السياحة البيئية لتعزيز الاقتصاد المحلي دون الإضرار بالبيئة.
إطلاق حملات تشجير لتعويض الأشجار التي يتم قطعها.
دعم المجتمعات المحلية التي تعيش في الأمازون لمساعدتها على الاستفادة من موارد الغابة بشكل مستدام.
تشكل غابات الأمازون جزءًا أساسيًا من التوازن البيئي العالمي، ويؤدي تدميرها إلى عواقب بيئية خطيرة، ليس فقط في أمريكا الجنوبية، بل على مستوى العالم. لذلك، فإن حماية هذه الغابة مسؤولية جماعية تتطلب جهودًا متضافرة من الحكومات، المنظمات البيئية، والأفراد للحفاظ عليها للأجيال القادمة.