ديني

أرض الفيروز سيناء مهد الحضارات

د.ابراهيم عوض
لعظم سيناء المباركة وصفها الله بعدة أوصاف في كتابه العزيز، مثل أنها مباركة كما قال تعالى ((فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)) سورة القصص .

كما وصفها الله بأنها مكان مقدس فى قوله تعالى ((فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)) سورة طه (12)

كذلك أقسم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بجبل الطور الواقع في سيناء الحبيبة، هذا الجبل الذي شرف بأن كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام، قال تعالى ((وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وَطُورِ سِينِينَ)) سورة التين.

كما أشار القرآن الكريم إلى شجرة الزيتون التي تنبت في سيناء الحبيبة قال تعالى:

﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ﴾ سورة المؤمنون: 20].

وكما شرفت سيناء بنبي الله وكليمه موسى، كما قال القائل:

فيِ طُوْرِ سَيْنَاءٍ تَجَلَّىَ رَبُّنَا فوْقَ الكَلِيْمِ، بِأَوَّلِ التَّنْزِيْلِ

فقد شرفت كذلك سيناء في الإسراء والمعراج بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

كما أخرج النسائي وغيره بسند فيه مقال عن أنس بن مالك رضي الله عنه كما ذكر هذا الحديث أيضاً الحافظ ابن كثير في تفسيره لسورة الإسراء يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

((أُتِيتُ بدابةٍ فوقَ الحمارِ ودونَ البغْلٍ، خطُوُها عند منتَهى طرفِها، فركبتُ ومعي جبريلُ عليهِ السلامُ، فسرتُ فقال: انزلْ فصلّ. فصلّيتُ، فقال:

أتدري أين صليتَ؟ صليتَ بطيبةَ وإليها المُهاجَر. ثم قال: انزلْ فصلِّ. فصليتُ، فقال: أتدري أين صليتَ؟ صليتَ بطُورِ سيناءَ، حيثُ كلّمَ اللهُ موسى:
فكما رأينا لسيناء الحبيبة مكانة عظيمة عبر التاريخ، فإنه لا يخفى على أحد أيضا الموقع الجغرافي والاستراتيجي الذى تتفرد به سيناء، حيث تقع عند ملتقى بحرين وقارتين، البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ، كما تقع عند ملتقى قارتي أسيا وأفريقيا، ولذلك كانت سيناء عبر التاريخ مطمعا ومحط أنظار للأعداء، ولذلك ضحى أبناء وطننا العزيز بكل ما يملكون للمحافظة على سيناء الحبيبة، وكم امتزج ترابها الطاهر بدماء شهدائنا الأبطال في حرب أكتوبر المجيدة، حتى رويت سيناء من دمائهم الزكية الطاهرة، ولذلك فإن سيناء في قلب وعقل وفكر ووجدان كل مصري.

ما أحوجنا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا حيث الخطر يحيط بأمتنا من الشرق والغرب والجنوب مما يتطلب منا أن ننقف صفاً واحداً خلف قيادتنا السياسية الرشيدة حتى نتجاوز ما نحن فيه على خير ونحافظ على أمن واستقرار وطننا الغالي الحبيب مصر.
فمن حق كل مصري أن يفخر بوطنه

وأن يفخر بهذه البقعة المباركة من أرض مصر

ألا وهي سيناء الحبيبة

خاصة وأن سيناء تشهد في هذه الأيام نهضة على كل المستويات

فكما كانت في الماضي هي المكان المقدس والمبارك والملاذ

فهي مستقبل وطننا في النماء والخير والرخاء.

حفظ الله مصر الحبيبة الغالية من كل مكروه وسوء، ودامت مصر آمنة مطمئنة دايما بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى