طفلة تبكي فرحًا بعد حصولها على الطعام في شمال غزة وسط استمرار الحصار

د/حمدان محمد
في مشهد مؤلم يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، وثّقت عدسات المصورين لحظة مؤثرة لطفلة تبكي بعد نجاحها في الحصول على وجبة طعام في شمال القطاع. الصورة، التي هزّت مشاعر العالم، تعكس واقعًا صادمًا لمليون طفل يعانون من نقص الغذاء والمياه النظيفة، وسط استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول البضائع والمساعدات الإنسانية.
ويعاني قطاع غزة من أزمة غذائية غير مسبوقة، حيث تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والإمدادات الأساسية، باتت مشاهد الأطفال الذين يبحثون عن الطعام في مكبات النفايات أو ينتظرون لساعات طويلة للحصول على وجبة، أمرًا متكررًا في أنحاء القطاع.
وتقول والدة الطفلة التي ظهرت في الصورة: “ابنتي لم تأكل منذ يومين، عندما حصلت على بعض الطعام أخيرًا، لم تستطع تمالك دموعها. لقد تحول الجوع إلى جزء من حياتنا اليومية.”
ومنذ أشهر، يعاني القطاع من شلل شبه كامل بسبب إغلاق المعابر التي كانت تمثل شريان الحياة الوحيد لسكان غزة. هذا الإغلاق حال دون وصول الإمدادات الغذائية والطبية والوقود، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي.
وفي ظل تضرر البنية التحتية وشحّ المياه الصالحة للشرب، أصبح السكان يعتمدون على مصادر ملوثة، مما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية وسوء التغذية بين الأطفال، وهو ما ينذر بكارثة صحية خطيرة.
ولكن!!!!!
أين المجتمع الدولي؟
وسط هذه المأساة، تتزايد الدعوات من المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى ضرورة التحرك العاجل لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات، لكن رغم النداءات المتكررة، لا يزال الوضع على حاله، فيما يستمر الأطفال في دفع الثمن الأكبر.
والمشهد الذي أدمع القلوب لطفلة تبكي فرحًا لمجرد حصولها على الطعام، يجب أن يكون صرخة ضمير للعالم أجمع. فإلى متى سيظل أطفال غزة يعانون في صمت، بينما العالم يكتفي بالمشاهدة؟