“التعب ليس نهاية الطريق، بل هو جسرٌ لا بد من عبوره للوصول إلى الراحة”

أحمد حسني القاضي الأنصاري
في رحلة الحياة، لا يخلو طريق من مشقة، ولا يثمر جهد بلا تعب. فالتعب هو الثمن الذي ندفعه في سبيل تحقيق الأهداف، وبذل المجهود هو علامة على أنك ما زلت تحيا، وتكافح، وتؤمن بأن الغد يستحق الانتظار.
التعب الجسدي أو النفسي أو حتى الروحي… كله يعني أنك تُقاوم، وتحاول، وتتمسك بالأمل رغم العثرات.
لكن الأجمل من كل ذلك: أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
قال تعالى:
“وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ” [العنكبوت: 69].
حتى في أشد لحظاتك ضعفًا، تذكّر أن الليل يشتد ظلامه قبل طلوع الفجر، وأن الأنبياء والصالحين تعبوا قبل أن يُرفع ذكرهم، وعانوا قبل أن يُكتب لهم الخلود في الذاكرة.
التعب لا يدوم، لكنه يترك أثرًا مباركًا… والراحة قد تتأخر، لكنها لا تتخلف.
وإذا صبرت على الألم، نضجت روحك، واشتد عودك، وأصبحت مستعدًا لاحتواء النعمة عندما تأتي.
فلا تندب تعبك… بل احمد الله أنك ما زلت تقوى على السعي، لأن العجز الحقيقي هو في الاستسلام.