د /حمدان محمد
في كل مرة تخطو فيها مصر خطوة للأمام يخرج علينا من لا يريدون الخير لهذا الوطن بألسنة حداد وقلوب مليئة بالسواد يصرون على تشويه كل إنجاز وتقزيم كل خطوة إيجابية وكأنهم لا يرتاحون إلا إذا رأوا البلاد تغرق في فوضى أو تتراجع إلى الخلف ورأينا ذلك في موضوع تطوير سنترال رمسيس حينما قررت الدولة تحويله إلى مبنى حضاري يليق بالمكان والتاريخ والناس بدلًا من الصورة المهترئة التي كانت تسيء إلى قلب العاصمة خرج البعض يتحدثون عن مؤامرة وعن هدم للتراث رغم أن الحقيقة كانت واضحة أن المبنى كان قديمًا لا يصلح للاستعمال ولا يليق باسم مصر
ثم وجدنا الموجة تتكرر هذه الأيام بعدما أعلنت مصر عن إلقاء مساعدات غذائية من الطائرات لأهالي غزة المحاصرين الذين يعيشون تحت القصف والجوع فبدلًا من الإشادة بالموقف الإنساني والتضامن الأخوي خرجت نفس الأبواق المشككة تتهم وتطعن وتنشر الأكاذيب وتقلل من كل شيء فلم يعد مستغربًا أن تجد من بيننا من يعادي وطنه ويتنقص من قدره ويسخر من جهوده وكأنهم لا يرون إلا بعين الكراهية ولا ينطقون إلا بما يُرضي أعداء الوطن هؤلاء لا يرون في بناء المدن الجديدة إلا إهدارًا ولا في شق الطرق إلا فسادًا ولا في المبادرات الإنسانية إلا رياء فوالله لكن مصر لا تبني من أجل هؤلاء ولا تسير وفق نظرتهم الضيقة مصر تسير من أجل شعبها المخلص ومن أجل مستقبل أبنائها الذي لن تصنعه الشتائم ولا التشكيك بل تصنعه العزيمة والعمل والحق
وليعلم هؤلاء أن مصر ماضية في طريقها شاء من شاء وأبى من أبى وأن صوت الحق أقوى من ضجيج الأكاذيب وأن أبناء هذا الوطن الأوفياء لا تُخدعهم أصوات التشويه ولا تُثنيهم محاولات التحبيط
