فصيح المخترع..عبقرية علي الفاضي

بقلم: السيد عيد
في زمن الناس بتحاول تخترع لقاح، روبوت، أو حتى فلتر يخبّي وشك في مكالمة فيديو، يطلع لنا فصيح بيه… أول مخترع في التاريخ الحيّ يخلّي العلم يطلب اللجوء الإنساني!
فصيح آينشتاين الحارة، خريج مدرسة “فكر في أي حاجة… ونفّذها غلط”، بدأ مشواره وهو عنده 8 سنين لما اخترع مروحة تشتغل بعصير الجوافة. السبب؟ “الكهربا بتهرب، والجوافة في كل بيت، ونفسي أبرد وأنا باشرب!”
النتيجة؟
المروحة باظت، العصير سخن، وابن الجيران اتعمّد بالمانجا!
ومن يومها، وفصيح ماشي على خطى إديسون… بس بالعكس!
بعض من اختراعاته اللي خرّبت بيوت وأحلام وجيران:
. اللمبة النفسية:
بتنور لما تزعل، وتطفي لما تفرح.
بس أول ما سمعت صوت حماته، دخلت في نوبة اكتئاب وبطّلت تنوّر، وبقت تشتغل بس مع مواويل شعبان عبد الرحيم.
. المكنسة المؤنثة الناطقة:
كل ما تكنس تقول:
“مش هنضّف غير لما تلبس شبشب!”
“مش أنا اللي هكنس وأنت بتاكل لب!”
انتهت المعركة بدخول المكنسة في خناقة مع غسالة الأطباق، وانعقدت جلسة صلح في بيت عمّ عبد العال تحت إشراف لجنة حكماء الحارة.
. الكاتيل النووي:
فكرة عبقرية من فصيح:
“ليه نشتري سخّان وبوتاجاز؟ ندمجهم مع بعض!
فكانت النتيجة: شاي بنكهة مرقة، وفُتّة بالنعناع، وخمس جيران فقدوا حاسة التذوق، منهم اتنين لحد النهارده بيشربوا الكشري بمعلقة سكر.
. المرآة المتنمّرة:
أحدث صيحة في الرعب المنزلي.
بمجرد ما تبص فيها، تقولك:
“وشّك محتاج غسيل بمياة مجففة
“هو ده وش؟ ولا خريطة مصر؟!
مراته سعاد دخلت في أزمة نفسية ورفعت قضية خلع قالت فيها:
“هو بيكهربني بالمرايات، وبيطبخ في الكاتيل، ومش جوازة دي… ده تفاعل كيميائي خطير!”
وأضافت وهي بتعيط:
“كنت فاكرة هعيش مع راجل… طلع عايش مع اختراعاته، وأنا صرت فأر تجارب!”
وأخيرا دخلت مستشفى نفسي للعلاج.
وفي ندوة علمية بعنوان: “الفشل كمصدر إلهام وحرائق”، وقف فصيح بكل ثقة، وهو لابس بالطو معملي مقطوع من النص، ونظارة سباحة، وماسك ريموت بيفتح باب الحمّام ويشغّل الغسالة، وقال:
“أنا مش بفتّح دماغي… دماغي هي اللي بتتسرّب من كتر الأفكار!”
رسالة تحذيرية من جريدة حديث وطن: لو شفت فصيح في الحارة، اجري.
لو شفته بيضحك، خاف.
ولو قالك: “عندي فكرة”… بلّغ المطافئ فورًا!
فصيح مش بس مخترع، ده كوميديا علمية متحركة، دليل حيّ إن العبقرية من غير عقل… زي العصير من غير فلتر!
مش كل فكرة جديدة تستحق التصفيق، ومش كل مسؤول يستحق الكرسي اللي قاعد عليه!
في عالمنا، في ناس بتخترع وبتبدع،وفي ناس بتخترع المشاكل وتستورد الفشل!
لو المسؤول بدأ يقولك: “عندي فكرة”،
اهرب بسرعة،قبل ما تلاقي نفسك في حفلة اختراعات… من غير أي طفاية حريق!
العبقرية من غير عقل… كارثة والسياسة من غير رقابة… كارثة أكبر!، راقب، فكر، واطلب حساب… قبل ما الطوفان يعم الحارة كلها!
اللي بيضحكنا النهارده… ممكن يولّع فينا بكرة!
لذلك راقب قبل ما تسقف، حاسب قبل ما تهتف، وفكر… قبل ما تطبخ في الكاتيل!.