قبل العيد إنذار ووعيد لأهل الأرض

بقلم : جمال حشاد
ما يجرى الآن على سكان الكرة الأرضية من كثرة الزلازل وما سمعناه فى أماكن متفرقة من العالم ، وكذلك الطقس الهادئ الذى تحول فجأة إلى رعد وبرق وسيول وأعاصير فى محافظة الإسكندرية.
لقد بات تغير الطقس فجأة على هذه الصورة أمر مهيب يفوق كل خيال وتهتز له الأبدان ؛ وقد حذر العلماء من تغير الطقس على هذه الصورة، فالرعد لم يكن مجرد ضوء، فهو يشق عنان النفس قبل أن يشق عنان السماء ؛ وأمسى الرعد نداءا قويا يهز الأرواح قبل أن يهز الجدران ؛ وتلك الطرق التى غمرتها مياه السماء سيولا ، كلها تحذيرات شديدة اللهجة واكبت فرحة عيد الاضحى من قبل الخالق سبحانه وتعالى لأهل الأرض.
أين نحن من قدرة الله تعالى الهائلة وجلاله العظيم؟ إن الطرق التى غمرتها المياه وزلازل الأرض المتتابعة، والبرق الذى أضاء السماء؛ والرعد الذى أرهب الكون؛ لم يكن إلا نداءا خفيا يوقظ الغفلة التى غمرتنا واستقرت داخلنا ؛ مشهد من صنع الله القادر الذى أراد سبحانه أن نعيه بعقولنا قبل أن تراه أعيننا وتسمعه آذاننا.
إن القوة والجبروت التى يمارسها الانسان كل يوم فى حياته العملية داخل أهله ووسط جيرانه، وجرائم القتل التى وصل الانسان مداها، فبات القوى ي يرهب الضعيف ، والفقير يرهبه الغنى ، والإخوة يلتهمون إرث النسوة .. فأراد الله تعالى أن يطلق تحذيرا وتذكيرا يقول فيه : يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم ، انك مهما تطاولت هامتك فإنك قوة ضعيفة أمام قوة الله عز وجل القادر ، فلا سلطان يدوم ولا قوة تعلو أمام قدرة الله عز وجل وسلطانه .
أنظر كيف تتجلى قدرة الله تعالى الهائلة وجلاله العظيم فى هذا الكون : إن الطاقة الكهربائية تتولد داخل السحابة فيحدث الرعد عندما تحرك الريح جزيئات الغبار وقطرات الماء فتلامس الشحنات الموجبة الموجودة فى أعلى السحب الشحنات السالبة الموجودة اسفلها فيظهر البرق ويصل للارض التى تحتوى على الشحنات الموجبة والتى تقع أسفل السحابة.