ريادة الاعمال بين الواقع والتطبيق

كتب /احمد حشيش
يكثر الحديث في يومنا هذا عما يُعرف بريادة الأعمال وأنواعها، وأهميتها للمجتمعات، ومع ذلك ما يزال هذا المفهوم مبهَماً لدى عديدٍ من الأشخاص، ولا يعرفون تماماً ما المقصود منه.
ما هي ريادة الأعمال؟
يُشير مصطلح “ريادة الأعمال” إلى: عملية إنشاء مشروع جديد، يعتمد على عنصر الابتكار، والريادة، والإبداع، وإدارته وتطويره، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المرتبطة به؛ إذ إنَّ المشروع الرائد يكون غالباً ذا فكرة مُبتَكرة غير تقليدية؛ لذا فهو ينطوي غالباً على قليل من المغامرة والمجازفة.
ورائد الأعمال، هو الشخص الذي يبتكر فكرة مشروع جديد، ويُنشئه بنفسه، ويكون مستعداً لتحمُّل كافة المخاطر لهذا المشروع.
ما هي أنواع ريادة الأعمال؟
1. ريادة الأعمال الصغيرة:
يمكن القول: أنَّ معظم المشاريع التجارية في عالم الأعمال اليوم، هي مشاريع صغيرة، وتُعدُّ المتاجر الصغيرة من الأمثلة على ريادة الأعمال الصغيرة، كمحلات البقالة، والنجارة، والسباكة، ومحلات تصفيف الشعر؛ إذ إنَّ مالك المشروع هو من يُدير العمل بنفسه، أو يُوظِّف أحد أفراد العائلة أو موظفين محليين، ويتم تمويلها غالباً من قبل الأهل والأصدقاء أو القروض الصغيرة، وهذا النوع من الريادة بالكاد يكون مُربح؛ فهو يُحقق أرباحاً صغيرة، يستخدمها أصحابها في إعالة عائلاتهم وتغطية نفقاتهم الأساسية.
2. ريادة الأعمال القابلة للتطوير:
يُؤمن رجل الأعمال في هذا النوع من الريادة؛ أنَّ أفكاره ستُغير العالم، وأنَّه بإمكانه إحداث تغيير مجتمعي من خلال العمل الذي سيقوم به، فيجذب المستثمرين الذين يفكرون خارج الصندوق، ويُوظِّف أفضل الموظفين وأكثرهم إبداعاً، لكن تُشكِّل ريادة الأعمال القابلة للتطوير اليوم نسبة ضئيلة من عالم الأعمال؛ وذلك نظراً لما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة في رأس المال، فهي بحاجة لمزيد من التمويل لتطوير مشاريعها والانتقال بها إلى المرحلة التالية، ومن الأمثلة على هذا النوع من الريادة: فيسبوك، وانستغرام، ومختلف منصات التسوق الإلكتروني عبر الإنترنت.
3. ريادة الأعمال الكبيرة:
تتميز ريادة الأعمال الكبيرة بالابتكار المستمر، وتطوير المنتجات باستمرار لتُلبي احتياجات ورغبات المستهلكين المتغيرة، ولمواكبة التقدم التكنولوجي السائد، ومن الأمثلة على شركات ريادة الأعمال الكبيرة: Google، مايكروسوفت، سامسونج.
4. الريادة الاجتماعية:
وهي الشركات التي تتجه لإنتاج وتقديم الخدمات والمنتجات التي تحل المشكلات الاجتماعية؛ فهدف المشروع هنا هو تلبية احتياجات المجتمع، وجعل العالم مكاناً أفضل، وليس تحقيق ثروة أو أيَّة أرباح مالية.
5. ريادة الأعمال المبتكَرة:
تضم هذه الريادة المشاريع التي يُحاول القائمون عليها، اختراع أشياء يحتاجها الآخرون، أو تقديم أفكار خلَّاقة مبتكَرة غير مسبوقة، وطرحها للمجتمع.
6. ريادة المُقلِّد:
وهي الريادة التي يُقلد فيها رائد الأعمال غيره من رواد الأعمال، ولكن ليس بشكل متطابق؛ إنَّما يستوحي أفكاره من أفكار موجودة، ويقوم بتغييرها وتطويرها وتحديثها، ووضعها في قوالب ريادية جديدة.
7. ريادة الباحث:
يتم التركيز في هذا النوع من الريادة، على الأبحاث والدراسات والتحليلات العلمية، قبل البدء في تنفيذ المشروع.
8. ريادة المشتري:
تعبِّر ريادة المشتري عن الشركات والأشخاص الذين يبحثون عن الأفكار الجديدة، التي تحتاج للتمويل والدعم لتنجح، فيقومون بشرائها ودعمها لتصبح تابعة لهم.
صفات رائد الأعمال الناجح:
هناك مجموعة من الصفات يشترك بها رواد الأعمال الناجحون، من أبرزها:
الإبداع: من أهم صفات رائد الأعمال الناجح أن يكون مبدعاً ومبتكِراً، يبتكر أفكاراً جديدة، ويُبدع في إيجاد الحلول للمشكلات من حوله؛ فالمشروع الناجح يَسدُّ الاحتياجات ويُسهِّل حياة الناس.
المبادرة: رائد الأعمال الناجح شخص مُبادِر، وسبَّاق بطبعه، لا ينتظر المساعدة من أحد، يعرف حق المعرفة أنَّه إن كان هناك شيء يجب القيام به، فيجب أن يعتمد على نفسه ويقوم به بنفسه.
مهارة التواصل مع الآخرين: من أهم صفات رائد الأعمال الناجح أن يمتلك مهارات تواصل قوية مع الآخرين، ليكون قادراً على تسويق منتجاته، والتواصل الجيد مع موظَّفيه لتحفيزهم على العمل وزيادة انتمائهم للشركة.
مهارة إدارة الوقت: لا يقل الوقت أهميةً عن المال في عالم ريادة الأعمال؛ لذا يجب أن يكون لدى رائد الأعمال الناجح مهارة إدارة الوقت، من خلال تحديد الأولويات، والمهام المطلوبة، وإدارة الوقت بحيث يتم إنجازها في الوقت المحدد.
التفاوض: من المهارات الهامة التي يجب أن يمتلكها رائد الأعمال؛ لأنَّه يحتاجها في سائر أعماله مع كل الأطراف (المستثمِرين، والمورِدين، والمنافسين، والعملاء).
المثابرة: رواد الأعمال الناجحون لا يستسلمون؛ لذا يجب أن يتمتع رائد الأعمال الناجح بالمثابرة في عمله، فهو يعرف أنَّ طريقه مليئة بالمتاعب والعثرات، وإن لم يكن لديه التصميم الكافي لن يتمكن من الوصول لهدفه.
الشجاعة: يعيش رواد الأعمال خارج منطقة الراحة؛ فهم في حالة بحث واستكشاف دائمة، ورغبة في تجربة كل ما هو جديد، لو كان محفوفاً بالمخاطر.
الشغف: من صفات رائد الأعمال الناجح أن يكون شغوفاً؛ يحبُّ ما يعمل، ويطمح لتحقيق الإنجازات في حياته.
الانفتاح: يكون رائد الأعمال الناجح منفتحاً على كل ما هو جديد، ومطَّلعاً على كل ما يدور حوله؛ فهو يُدرك أنَّ كل موقف من الممكن أن يكون فرصة ويجب استغلالها!
المغامرة وتحمُّل المخاطر: المغامرة أساس النجاح؛ فلا يُمكن أن ننجح في شيء ما دمنا نخاف ولا نتجرأ على المغامرة، فمن أهم صفات رائد الأعمال الناجح هي؛ استعداده للمغامرة وتحمُّل المخاطر.
المرونة: يُواجه رجل الأعمال خلال رحلته كثيراً من التغيرات والأمور غير المتوقَّعة، فلا بُدَّ من تمتُّعه بالمرونة في تقبُّل هذه التغيرات والتعامل معها.
حُب التعلم: نجد لدى كل رواد الأعمال الناجحين صفة مشتركة وهي حُب التعلم، لا يقف علمهم عند حد معيَّن؛ بل نراهم في سعي دائم للتعلم وتطوير أنفسهم وأعمالهم.