“رسوم ترامب تضع الاقتصاد الإيطالي على المحك: 23 مليار دولار مهددة و118 ألف وظيفة في خطر”

كتبت ـ مها سمير
أطلق رئيس اتحاد الصناعات الإيطالية، كارلو بونومي، تحذيراً شديد اللهجة بشأن التهديدات الاقتصادية التي قد تواجهها إيطاليا في ظل التصعيد الأمريكي الأخير في السياسات التجارية.
وأشار إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة التي تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على المنتجات الأوروبية قد تتسبب في خسائر ضخمة للاقتصاد الإيطالي، قد تصل إلى 20 مليار يورو (ما يعادل نحو 23.5 مليار دولار أمريكي) في قيمة الصادرات إلى الولايات المتحدة.
وأوضح بونومي، في بيان رسمي، أن إيطاليا قد تفقد نحو 10% من صادراتها إلى السوق الأمريكية، وهي ثاني أكبر سوق للصادرات الإيطالية بعد ألمانيا.
وبلغت قيمة الصادرات الإيطالية إلى الولايات المتحدة حوالي 67.1 مليار دولار في عام 2024، بحسب ما ذكرته مجلة “فوربس”.
الصناعات المهددة والخسائر المحتملة
وأشار بونومي إلى أن الرسوم الجديدة، التي تشمل ضرائب بنسبة 25% على السيارات و55% على سلع أوروبية مختارة، تهدد قطاعات حيوية في الاقتصاد الإيطالي، من أبرزها:
صناعة السيارات والمعدات الصناعية
المنتجات الغذائية والمشروبات
الأزياء والسلع الفاخرة
ووفقًا للتقديرات، فإن هذا التصعيد قد يؤدي إلى خسارة نحو 118 ألف وظيفة في إيطاليا، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من تباطؤ عالمي وتحديات جيوسياسية متزايدة.
دعوات لتدخل أوروبي عاجل
ودعا بونومي الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي إلى التحرك السريع وتكثيف الجهود الدبلوماسية والتجارية مع واشنطن، محذرًا من أن استمرار التصعيد دون التوصل إلى اتفاق تجاري قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستوى البطالة والنمو الاقتصادي.
كما عبّرت جمعيات الأعمال الإيطالية عن مخاوفها من أن تتلقى الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني، الضربة الأقسى جراء هذه الإجراءات.
تأتي هذه التوترات في إطار سياسة “أمريكا أولاً” التي يتبناها ترامب، حيث يسعى لإعادة التوازن في الميزان التجاري مع أوروبا، لكن على حساب العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المشتركة التي بنيت على مدى عقود.
مع استمرار الجمود في المفاوضات التجارية، يزداد الضغط على روما وبروكسل لتفادي الدخول في حرب تجارية جديدة قد تعيد شبح الأزمات الاقتصادية الكبرى إلى القارة العجوز.